الرد على شبهة: تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك | كذبة أن النبي أمر بمص الأعضاء التناسلية في الحديث

 مضمون الشبـهة :

يزعم أعداء الإسلام أن النبي محمد أمر الرجـل والـمرأة بأن يلحس كل منـهما العضو التناسلي للآخر. ويستشهد أعداء الإسلام على ذلك بأن النبي قال عبارة (ذاق عُسيلة) في الـحديث التالي:


[عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ :«سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ كَانَتْ تَـحْتَهُ امْرَأَةٌ فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَتَزَوَّجَتْ بَعْدَهُ رَجُلًا فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، أَتَـحِلُّ لِزَوْجِهَا الْأَوَّلِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لَا، حَتَّى يَكُونَ الْآخَرُ قَدْ ذَاقَ مِنْ عُسَيْلَتِـهَا وَذَاقَتْ مِنْ عُسَيْلَتِهِ».]


-----------------------

الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

الـحديث السابق ليس فيه أي إشارة إلى مص أو لـحس الأعضاء التناسلية بل الـحديث يتـحدث بشكل غير مباشر عن الـجماع وفقط.

ولذلك إذا أنت جمعت باقي الصيغ التي ورد بـها هذا الـحـديث وقارنـتـها ببعضـها، فستجـد أن الـحديث يتـحدث بشكل غير مباشر عن الـجماع فقط.

ورد في (موسوعة التفسير الـمأثور) (٤/ ٢٠٦) ما يلي:

[عن ابن عمر، قال: سُئِل رسول الله ﷺ عن الرجل يُطَلِّقُ امرأتَه ثلاثًا، فيتزوَّجُها آخر، فيُغْلِقُ الباب، ويُرْخِي السِّتْرَ، ثم يُطَلِّقُها قبل أن يَدخُل بـها، فهل تَـحِـلُّ للأول؟ قال: «لا، حتى تَذُوقَ العُسَيْلة». وفي لفظ: «حتى يُـجامِعَها الآخَر».]


فالـحديث ورد بصيغتين يعطيان نفس الـمعنى، وهو الـجماع، وليس مص الأعضاء التناسلية.

وقد روى ابن أبي شيبة هذا الـحديث في مصنفه في باب (الرجل يطلق امرأته ثلاثاً فتتزوج زوجاً) حيث قال ما يلي:

[حدثنا غندر عن شعبة عن يـحيى بن يزيد الـهنائي عن أنس قال: «لا تـحل للأول حتى يـجـامعها الآخر ويدخـل بـها.»

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُبَارَكٍ ، عَنْ يَـحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي يَـحْيَى ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : «لَا تَـحِـلُّ لِلْأَوَّلِ حَتَّى يُـجَـامِعَهَا الْآخَرُ.»]


ونفس مضمون هذه الرواية☝️ قد ورد عند سنن النسائي وغيره.


فعبارة (تذوق عُسيلته ويذوق عُسيلتـها) هي استعارة مؤدبة وكـناية غير مباشرة بـحيث تشير إلى الـجماع وليس إلى مص الأعضاء التناسلية كمـا يزعم أعداء الإسلام الكـذابين.


وقد ذكر نور الدين الـهيثمي في كـتاب (الـمقصد العلي في زوائد أبي يعلى الـموصلي) (٢/‏٣٥٨) ما يلي:

[حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ يَـحْـيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الْعُسَيْلَةُ : الْـجِمَاعُ»]


وذكر أبو نعيم الأصبـهاني في كـتابه (حـلية الأولياء وطبقات الأصفياء) ٩/‏٢٢٦ ما يلي:

[حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْـمَكِّيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الْعُسَيْلَةُ : الْـجِمَاعُ»]


فالنبي نفسه ☝️ قد أكَّد أن الـمقصود من كلامه ليس مص الأعضاء التناسلية بل الـجماع.


وحتى علماء اللغة العربـية القدماء قد أشاروا إلى أن الـمقصود من هذه العبارة هو (الـجماع) و(ليس مص الأعضاء التناسلية) كمـا يزعم أعداء الإسلام الكـذابين:


يقول العالم اللغوي/ ابن سيده - في كتـابه (الـمحـكم والـمحيط الأعظم ١/ ٤٨٥) ما يلي:

[وَفِي الـحَدِيث: «فِي الرجل يُطلق امْرَأَته ثمَّ تنْكح زوجا غَيره، فَإِن طَلقهَا الثَّانِي، لم تـحـل للْأولِ حَتَّى يَذُوق من عُسَيْلَتِـها، وتذوق من عُسَيْلته». يَعْنِي: الْـجِمَاع، على الْـمثل]


ويقول العالم اللغوي/ الصغاني - في كتـابه (التكـملة والذيل والصلة) ٥/‏٥٩ — ما يلي:

[ذَوْقُ العُسَيْلَةِ: كِـنَايَةٌ عن الإيلاجِ، ومنه حَدِيثُ النَّبيِّ، ﷺ، لِتَمِيمَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، امْرأةِ رِفَاعةَ القُرَظِيِّ: لا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَه ويَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ.]


ويقول العالم اللغوي الشـهير/ ابن منظور - في كتـابه (لسان العرب) ١١/‏٤٤٥ - ما يلي:

[وَفِي الْـحَدِيثِ فِي الرَّجُلِ يُطَلِّق امرأَته ثُمَّ تَنْكِح زَوْجًا غَيْرَهُ، فإِن طَلَّقها الثَّانِي لَمْ تَـحِـلَّ للأَوَّل حَتَّى يَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَتِـها وتَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَته، يَعْنِي الـجِـماع عَلَى الـمَثَل. وَقَالَ

النَّبِيُّ، ﷺ، لامرأَة رِفاعة القُرَظِيِّ، وَقَدْ سأَلَتْه عَنْ زَوْجٍ تَزَوَّجَتْه لِتَرْجِع بِهِ إِلى زَوْجِها الأَوَّل الَّذِي طَلَّقها، فَلَمْ يَنْتَشِرْ ذَكَرُه للإِيلاج فقال لـها: أَتُرِيدينَ أَن تَرْجِعي إِلى رِفاعة؟ لَا، حَتَّى تَذُوقي عُسَيْلَتَه ويَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ، يَعْنِي جِماعَها لأَن الـجِماع هُوَ الـمُسْتَحْلى مِنَ الـمرأَة، شَبَّهَ لَذَّة الْـجِمَاعِ بذَوْق العَسَل فَاسْتَعَارَ لَهَا ذَوْقًا؛ وَقَالُوا لكُلِّ مَا اسْتَحْلَوْا عَسَلٌ ومَعْسول، عَلَى أَنه يُسْتَحْـلى اسْتِحْلاء العَسَل، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: «حَتَّى تَذُوقي عُسَيْلَته ويَذوق عُسَيْلَتَك»، إِنَّ العُسَيْلة مَاءُ الرَّجُلِ، والنُّطْفَةُ تُسَمَّى العُسَيْلة؛ وَقَالَ الأَزهري: العُسَيْلة فِي هَذَا الْـحَدِيثِ كِنَـايَةً عَنْ حَلاوة الـجِماع الَّذِي يَكُونُ بِتَغْيِـيبِ الـحَـشَفة فِي فَرْجِ الـمرأَة، وَلَا يَكُونُ ذَواقُ العُسَيْلَتَيْن مَعًا إِلا بِالتَّغْيِيبِ وإِن لَمْ يُنْزِلا.]



وقال العالم اللغوي/ مرتضى الزبـيدي - في كتـابه (تاج العروس من جواهر القاموس) ٢٥/‏٣٢٨ — ما يلي: 

[واستذاقَ فُلانًا: خبَره فلَمْ يـحْمَدْ مَـخْـبَرَته. وأمرٌ مُستذاقٌ، أّي: مُـجَرَّبٌ معلُومٌ. وذَوْقُ العُسَيْلَةِ: كِـنايَةٌ عَن الإِيلاجِ.]


--------

وحتى علماء الدين قالوا أن الـمقصود من هذه العبارة هو الـجماع وليس مص الأعضاء التناسلية. 

ولا يوجـد أي عالم لغوي أو ديني قال أن هذه العبارة تعني مص الأعضاء التناسلية.


يقول العلَّامة ابن عثيمين في كتـابه (فتح ذي الـجـلال والإكرام بشرح بلوغ الـمرام) ٤/‏٥١٠ — ما يلي:

[وقوله: «من عُسيلتـها»، هل العُسيلة هي الإنزال أو مـجرد الـجماع؟

 الـجواب الصحيح: أنـها مـجرد الـجماع.]


---------


وأنا أعتقد أن أعداء الإسلام الـمغفلين قد نظروا إلى كلمة (يذوق) الواردة في الـحديث فاعتقدوا أن الـمقصود منـها الـمص بالفم!

ولكن هؤلاء الـمغفلين لا يعلمون أن كلمة (ذاق) تُستخدم أيضاً مع غير الفم.

فكلمة (ذاق) في اللغة العربـية تعني أيضاً: أحس وشعر واختبر وجرَّب، ولذلك العرب يقولون: (ذاق النوم) و(ذاق الألم) ، و(ذاق الـخوف) ، و(ذاق الـمرار) ، و(ذاق الأسى) ، و(ذاق الفرحة) ، و(ذاق النشوة) ، و(ذاق الـنجاح)، و(ذاق اللذة)....


* ورد في الـمعجم الوسيط ما يلي:

[يُقَال مَا ذقت نوماً. وَذَاقَ الشَّيْء أي جربه واختبره فَهُوَ ذائق وذواق، وأحسه. يُقَال «ذاقته يَدي» أي أحسته. وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز ﴿فذاقوا وبال أَمرهم﴾ أذاق فلَاناً كَذَا؛ أي جعله يذوقه. وَيُقَال: أذاقه الله الْـخَوْف وَغَيره؛ أي أنزلهُ بِهِ. وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: ﴿فأذاقها الله لِبَاس الْـجُوع وَالْـخَوْف﴾]


* وقال العالم اللغوي/ ابن منظور في كتـابه (لسان العرب) في باب (ذاق) ما يلي:

[وتقول: ذُقْتُ فلاناً وذُقْتُ ما عنده؛ أَي خَـبَرْته، وكذلك ما نزل بالإِنسان من مَكروه فقد ذاقَه. في الـحديث: «إِنَّ الله لا يـحبّ الذّوّاقِين والذّوَّاقات»؛ يعني السريعِي النكاحِ السريعِي الطلاقِ.... وأمر مستذاق أي مُـجرَب معلوم.]


* وقال ابن منظور أيضاً في لسان العرب في باب (ذاق) ما يلي:

[ذاق الرجـل عُسَيْلَةَ الـمرأَة إِذا أَوْلَـج فيـها إِذاقةً حتى خَبر طِيب جِماعها، وذاقَت هي عُسَيْلَته كذلك لـمّا خالَطها.]


* وقال العالم اللغوي/ الأزهري في كـتابه (الزاهر) ١/ ٢١٦ ما يلي:

[وذكر الـحديث: «حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك».  العسيلة كنـاية عن لذاذة الـجماع فكل من جامع حتى يلتقي الـختانان فقد ذاق واذاق العسيلة]


ويقول عبد الله البسام في كـتابه (توضيح الأحكام من بلوغ الـمرام) ٥/‏٣٠٤ — ما يلي:

[قال في الـمحيط: الأصل في الذوق تعرُّف الطعم، ثمَّ كثر حتى جُعل عبارةً عن كل تـجربة، ومنه معنى الـحديث.

- عُسيلتـها: بضم العين، وفتح السين بعدها ياء مثناة، تصغير عسلة، والعسل فيه لغتان: التأنيث والتذكير، فأتت العُسيلة لذلك؛ لأنَّ الـمؤنث يُرَدُّ إليه الهاء إذا صغر.

قال في النـهاية: شبَّه لذَّة الـجِماع بذوق العسل، فاستعار لها ذوقًا.]



فالذوق في الـحديث النبوي يتـحدث عن الـجماع وليس عن مص الأعضاء التناسلية كمـا زعم أعداء الإسلام الكـذابين.


وحتى النصارى لا يعلمون أن كلمة (ذاق) قد اُستخدمت في كتـابـهم مع غير الفم؛ فمثلاً:

الـكتـاب الـمقدس يأمر بتذوق الرب:

* سفر الـمزامير ٣٤: ٨ 

«ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب! طوبى للرجل الـمتوكل عليه.»


فهل الكتـاب الـمقدس يأمر بـمص الرب؟!

وهل يا ترى سـيمص الـمسيحيون قضيب إلـههم يسوع الذي اخـتـتـن كمـا يـخبرنا إنـجيل لوقا؟!


* سفر الـحكمة ١٢: ٢٦

«ولـما لم يتعظوا بتأديب السخرية، ذاقوا العقاب اللائق بالله.»


* سفر الـمكابـيـيـن الثاني ٦: ٩

«وأن من أبى أن يتـخـذ السنن اليونانية يقتل، فذاقوا بذلك أمر البلاء.»



* رسالة بولس  إلى العبرانيـيـن ٦: ٤

«لأن الذين استُنيروا مرة، وذاقوا الـموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس.»


* رسالة بولس إلى العبرانـيـيـن ٢: ٩

«ولكن الذي وُضع قليلاً عن الـملائكة، يسوع، نراه مكللاً بالـمجد والكرامة، من أجل ألم الـموت، لكي يذوق بنعمة الله الـموتَ لأجل كل واحد.»


---------------

وأما بالنسبة لـمن يزعمون أن عبارة (تذوق العسيلة) هي عبارة خـادشة للـحياء...، فإنني أرد عليهم وأقول:

مشكلة أعداء الإسلام أنـهم لا يعرفون اللغة العربـية.

كلمة (عُسيلة) هي تصغير لكلمة (عَسلة). والعَسلة هي القطعة من العسل.

فالنبي محمد كان ذا أخلاق عالية، ولذلك لم يذكر الأعضاء التناسلية صراحةً حتى لا يشعر السامع بالإحراج بل النبي ذكر كلاماً غير مباشراً كـاستعارة وكنـاية عن الـجماع. ولم يستـخدم النبي عبارة (دخول القضيب في الـمهبل) بل النبي استخدم كلمة مؤدبة وهي (ذاق). فالنبي استخدم كلمتين عاديتين وهما (ذاق) + (العسل) كاستعارة وكـناية غير مباشرة عن الـجماع.

 

ولذلك يقول عبد الرؤوف الـمناوي - في كتـابه (فيض القدير) ٤/ ٣٨٠ - ما يلي:

[(العُسيلة : الـجـماع) يعني أنه يُكنى بـها عنه؛ لأن العسل فيه حلاوة ويلتذ بأكله والـجـماع له حلاوة ويلتذ به.]


فالكـناية هي طريقة يستـخدمها للناس للتعبير عن شيء ولكن بشكل غير مباشراً تـجنباً لـخدش الـحياء أو لأسباب أخرى.

وقال ابن قتيبة في كتـابه (غريب الـحــديث) ١/ ٢٠٨ ما يلي:

[وَإِنَّـمَا الْعسيلَة كِـنَايَة عَن حلاوة الْـجِمَاع]


فالعُسيلة هي كنـاية ولفظ غير مباشر حتى لا يـخدش النبيُ حياء السامعين. ولذلك استخدم النبي كلمة مشتقة من كلمة (عسل) بدلاً من ذكر الأعضاء التناسلية للرجل والـمرأة.

ونفس هذا الكلام قد ذكرته العديد من الكتب الأخرى مثل:

١- التكـملة والذيل والصلة ٥/‏٥٩ — الصغاني. 

٢- شرح صحيح البخاري ٧/‏٤٧٩ — ابن بطال.

٣- النـهاية في شرح الـهداية ٨/‏١٤٧ — السغناقي.

٤- الإلـمام بأحاديث الأحـكام ١/‏٥٠٥ — ابن دقيق العيد.

٥- التوضيح لشرح الـجامع الصحيح ٢٥/‏٤٨٩ — ابن الـملقن.

٦- تاج العروس من جواهر القاموس ٢٥/‏٣٢٨ — مرتضى الزبـيدي. 

٧- البحر الـمحيط الثجاج ٢٥/‏٤٤٢ — محمد بن علي بن آدم الأثـيوبي.

٨- الـموسوعة الفقهية الـميسرة في فقه الكتـاب والسُنة الـمطهرة ٥/‏٥٥ — حسين العوايشة.

* ونفس الكلام ورد تقريباً في أكثر من ٢٥٠ كتـاب...، ولكنني أحببت الاختصار.


ثم إن كلمة (عُسيلة) كان العرب يستـخدمونـها قديـماً في الأمثال الـمتداولة، ولم تكن كلمة شنيعة أو مـحرجـة.

يقول الـجوهري في كتـابه (الصحاح تاج اللغة وصـحاح العربـية ١/‏ ١٦٩ - ما يلي:

 ما يلي:

[وتقول أيضًا: ما لِفلان مَضْرِبُ عَسَلَةٍ، أي مَضْرِبٌ من النسب والـمال. وما أعرف له مَضْرِبَ عَسَلَةٍ، تعني أعراقَه.]



ونفس الكلام ورد في عدة كتب منـها:

١-  تاج العروس من جواهر القاموس ٢٩/‏٤٧٩ — مرتضى الزبـيدي. 

٢- نـجعة الرائد وشرعة الوارد في الـمترادف والـمتوارد ١/‏٢٩٠ — اليازجي. 

٣- الـجيم ٢/‏٢٥٥ — أبو عمرو الشيباني. 

٤- الـمحيط في اللغة ١/‏٣٦٤ — الصاحب بن عباد. 

٥- معجم متن اللغة ٤/‏١٠٥ — أحمد رضا.

٦- الـمزهر في علوم اللغة وأنواعها ٢/‏١٥٤ — الـجلال السيوطي. 

٧- إصلاح الـمنطق ١/‏٢٧١ — ابن السكيت. 

٨- الـمحكم والـمحيط الأعظم ٨/‏١٩١ — ابن سيده.


______________

وكـان العرب يُطلقون عبارة (تذوق العسيلة) على كل شيء له لذة سواء كان الـجماع أو الفرحـة أو غير ذلك.....


ورد في هامش كتـاب (الإحسان في تقريب صـحيح ابن حبان) ٩/ ٤٢٨ ما يلي:

[والعُسيلة : تصغير العَسلة وهي كـناية عن لذة الـجماع، والعرب تسمي كل شيء تستلذه عسلًا، شبه لذته بلذة العسل وحلاوته، فاستعار لـها ذوقًا]


فالعبارة ليست شنيعة ولا إباحية.

---------------------

وأما بالنسبة لسبب ذكر النبي لـهذا الـحديث؛ فإن النبي أخبرنا بأن الرجـل إذا طلَّق امرأته ثلاث مرات فإنـها تـَحرم عليه.

ويُباح لـهذه الـمرأة أن تتزوج غيره بعد ذلك وتعيش باقي حياتـها مع الزوج الـجديد وأن يعاشرها الزوج الـجديد معاشرة الأزواج.

وقد نـهى النبي عن التلاعب في شريعة الزواج والطلاق، فمثلاً: بعض الرجال يفتعلون الـخـدع فيُطلقون زوجـاتـهم ثلاثاً ، ثم يتفق الزوج مع صديقه فيجعله يتزوج الزوجة الـمطلقة ثم يأمره أن يطلقها مباشرةً حتى تعود إلى زوجها الأول!

ولكن النبي نـهى عن هذه الألاعيب. والنبي أخـبر الزوجة بأن عليـها أن تعيش بشكل عادي مع زوجهـا الـجديد وأن يكون بينـهما معاشرة زوجية عادية.

__________________

ثم إنني استعـجب من الـمسيحيين الذين يرددون هذه الشبـهة؛ فأصلاً الكـتاب الـمقدس لا يـمنع مص الأعضاء التناسلية بل الـمواقع الـمسيحية تبيح ذلك أصلاً.

وكنت أتـمنى من الـمسيحي أن يقرأ كتـابه الـجنسي في سفر نشيد الإنشاد وحزقيال.

وحتى بولس رسول الـمسيحيين كان يـمص قضيب تيـموثاوس، وسأترك لكم الرابط بالأسفل. 

وأيضاً ، أستعجب من الـملاحدة والعلمانـجية الذين يثيرون هذه الشبـهة؛ فالـملاحدة هم أول مَن يطالب بالدعارة والشذوذ على قنواتـهم وصفحـاتـهم ومواقعهم الإلكترونية بل إن الدول الغربـية تقوم بتدريس الـجـنس في مدارسـها. فلماذا يعترض الـملاحدة على النبي محمد؟!


---------------

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبـهة بالكامل

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


_________________

مقالات أخرى ذات صلة :

١- بولس يـمسك قضيب تيـموثاوس ويـمصه:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/11/blog-post_2.html


٢- الرد على مزاعم أعداء الإسلام بوجود كلمات شنيعة في القرآن والسُنة النبوية: 

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2020/06/blog-post_10.html


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا