في الآونة الأخـيرة ، طلع القساوسة في التلفزيون وعملوا حـلقات للتشكيك في نـبـوة محمد وقاموا بانـتـقاد روايات ابن عباس والسيدة عائشة التي تـتـحـدث عن نزول الوحي على النبي محمد سواء في الغار أو غيره...
لكن دعونا نستخـدم نفس أسلوب هؤلاء الـمسيحيـيـن لإثبات أنه لا يوجـد أي دليل على كون بولس رسولاً من الـمسيح.
في هذا الـمنشور سأعامل الـمسيحيـيـن بنفس حناكتـهم الـمستفزة
عندما نفتح الكـتاب الـمقدس فسنـجـد عدة نصوص تـخـبرنا أنه يلزم وجود شاهدين أو ثلاثة لإثبات أي شيء، وقد اعـترف بولس نفسه بـهذه الـجزئـية ، ولذلك يقول بولس في رسالته الثانية إلى أهل كورنـثوس (١٣: ١) ما يـلي:
[هذه الـمرة الثالثة آتي إليكم. «على فم شاهديـن وثلاثة تقوم كل كلمة».]
فأين هم الشاهدان أو الثلاثة الذين يشـهدون بأن يسوع ظهر لبولس لكي يـعينه رسولاً للأمم؟!
عندما نـفتح الأناجيل الأربعة لا نـجـد فيـها أي نص يـتضمن تعيـيـن الـمسيح لبولس كـرسول بالرغم من أن بولس كـان بالغاً وموجوداً في نفس فـترة وجود الـمسيح على الأرض، فلماذا لم يذهب يسوع إلى بولس ليقوم بـتـعـيـيـنه رسولاً مثلما قام يسوع بـتـعيـيـن ٧٠ رسولاً؟؟
وعندما تـفتح سفر الرؤيا أو رسائل يوحنا ويعقوب ويـهوذا وبطرس فلن تـجـد أي نص صريـح يـتضمن تعيـيـن بولس رسولاً من الـمسيح.
وبالنسبة للنص الـموجود في نـهاية (رسالة بطرس الثانـية)، فإن هذا النص لـم يذكر أن بولس رسولاً بل ذكر أن «بولس كتب بـحـكمة بعضَ الأشياء عسيرة الفهم لكن الآخرون حـرفوها»
والـحـكمة لا تعني أن فلان رسول؛ فالكـتاب الـمقدس ذكر عدة أشـخـاص أنعم الرب عليـهم بالـحـكمة لكنـهم ليسوا رسلاً مثلما ورد في: (سفر الـخروج ٣٥: ١٠) ، (سفر الـخروج ٣٦: ١- ٢) ، (سفر صـموئيل الثاني ١٣: ٣) ، (سفر أخبار الأيام الأول ٢٨: ٢١) ، ( سفر الأمثال ١٣: ٢٠) ، (سفر الأمثال ٢٨: ٢٦) ، (إنـجـيل لوقا ١٦: ٨) ، (رسالة كولوسي ٤: ٥) ، (كورنـثوس الأولى ١: ٤- ٧) ... وغيرها من النصوص.
ثم إن رسالة بطرس الثانـية هي رسالة مـجـهولة الكـاتب ولـم يكتبـها بطرس أصلاً ، ولذلك ظلت هذه الرسالة مـحـل جـدال بـيـن آباء الكنيسة الأوائل.
وأما بالنسبة لسِفر أعمال الرسل (الأصـحـاح ٩)، فإنه تـحـدث عن ظهور يسوع لبولس في طريق دمشق، ولكن الـمشكـلة تكمن في أن هذا السِفر لم يـخـبرنا باسم كـاتبه أصلاً، بل الـمسيحيون هم مَن زعموا أن كاتبه هو (لوقا)!!!
وحتى لو افـترضنا أن لوقا هو كـاتب سفر أعمال الرسل فإن هذا لا يثبت رسولية بولس؛ لأن لوقا لـم يكن مع بولس وقتـها أصلاً، حيث أن لوقا لـم يشاهد حـادثة ظهور يسوع لبولس في طريق دمشق، ولا كـان لوقا مع حـنانـيا عندما وافق حنانـيا على جعل بولس رسولاً، وأيضاً لوقا لم يدخـل إلى أحـلام حنانـيا لكي يتأكد إذا ما كان يسوع ظهر لـحنانـيا في الـحـلـم أم لا!!!
بل لوقا سـمع كل هذه القصص الـمزيفة من بولس نفسه.
وأول مرة التقى لوقا بـبـولس كان في منطقة (ترواس)؛ حيث يـحـكي لنا (الأصـحـاح ١٦) أن لوقا التقى ببـولس في رحـلته التبشيرية الثانـية في (ترواس) ثم انـتـقلا إلى (ساموثراكي) ثم إلى (نيابوليس) ثم إلى (فيلبـي).
إذن، لوقا لم يشاهد حـادثة ظهور يسوع لبولس بل هو أخـذها من بولس نفسه بعد أن التقى به في ترواس؛ أي أن لوقا سـمع هذه القصة من بولس بعد ١٧ سنة تقريباً.
مع العلم أن لوقا أخـذ هذه القصة الـمزيفة من بولس نفسه بعد أن أصبح لوقا تلميذاً له، لكن لوقا لم يشاهد الـحـادثة أو يسمعها من أي شـهـود آخرين.
بل الأدهى من ذلك أن لوقا هو شـخصية مـجهولة تاريـخياً ولا أحـد يعرف مَن هو بالتـحـديد.
وأما بالنسبة لـمن يزعمون أنه كان هناك مسافرون شـهدوا الـحـادثة مع بولس عندما ظهر له يسوع ، فإنني أرد وأقول:
ما الذي يُدريـنا أنه كان هناك مسافرون مع بولس أصلاً ؛ فبولس هو مَن حـكى هذه القصة لـ(لوقا)، ولكن نـحن لا نعرف مَن هم هؤلاء الـمسافرون الذين كانوا مع بولس، ولا نـحن نعرف أسـماءهم أصلاً ولـم نسمع شـهادتـهم.
وأي واحـد يستطيع أن يـخـترع قصة ثم يتظاهر بأن الناس شاهدوه، فمثلاً: «أنا أستطيع أن أقول لك أنني رفعت جبلاً وكان الناس شاهدين على ما فعلت»
فأين هم هؤلاء الناس الذين شـاهدوني وأنا أرفع الـجـبل، وما هي أسـماءهم، وأين شـهادتـهم أصلاً؟!
ثم إن سِفر (أعمال الرسل ٩: ٧) نفسه يـخـبرنا بأن هؤلاء الـمسافريـن لم يـبصروا يسوع أثـناء الـحـادثة أصلاً.
بل إن سفر (أعمال الرسل ٢٢: ٩) يـخـبرنا بأن هؤلاء الـمسافرين لم يسمعوا يسوع ولا عرفوا أو فهموا مضمون الكـلام أصلاً.
وكل ما رآه هؤلاء الـمسافرون الـمزعومون هو مـجرد نور، وهذا ليس دليلاً على رسولية بولس؛ لأن الشيطان نفسه يستطيع أن يظهر للناس ويـخـدعهم متنكراً في هيئة نور مثلما ورد في (رسالة كورنـثوس الثانـية ١١: ١٤)
وبولس (شاول) هو مَن اخـترع قصة ظهور يسوع له وهو مَن أخـبرها للآخرين وللرسل والتلاميذ:
وورد سفر أعمال الرسل - الأصـحـاح ٩ - ما يلي:
٢٦- ولـما جـاء شاول (بولس) إلى أورشليم حـاول أن يلتصق بالتلاميذ، وكان الـجميع يـخـافونه غير مصدقيـن أنه تـلمـيذ.
٢٧- فأخـذه برنابا وأحـضره إلى الرسل، وحـدثـهم شاول كيف أبصر الرب في الطريق وأنه كـلَّمه، وكيف جـاهر في دمشق باسم يسوع.
يعني لا يوجـد أي شـهادة موثوقة على إرسال يسوع لبولس بل بولس هو من قال هذه القصة بنفسه.
~~~~~~~~~~~~~~~~
٭ وأما بالنسبة لـمن يستشـهدون على رسولية بولس بأن له معجزات، فإنني أرد عليهم وأقول:
الـمعجزات ليست دليلاً على رسولية بولس؛ لأن يسوع نفسه قد أخـبرنا بأن هناك دجـالين سيظهرون ويدَّعون الوحي ويفعلون الـمعـجزات لكي يضلوا الناس. ويـمكنك بنفسك أن تراجـع (إنـجيل متَّى ٢٤: ٢٤) ، و(إنـجيل مرقس ١٣: ٢٢).
ثم إن كـاتب سفر الأعمال كان يـخـترع معجزات وهمية وينسبـها لبولس ، وكنتُ قد أثبتُ ذلك في منشور سابق ، وسأضع رابطه في نـهاية الـمقال.
****************
وأما بالنسبة لـمَن يستشـهدون بـقصة إخراج بولس للشياطين كـدليل على رسولية بولس، فإنني أرد عليـهم وأقول:
هذا ليس دليلاً على رسولية بولس؛ فيسوع نفسه قد أخـبرنا أن هناك الكثير من الضالين الذين سيفعلون الـمعجزات ويُـخرِجون الشياطيـن ويـتـظاهرون بأنـهم أتباع يسوع. ويـمكنك أن تراجع (إنـجيل متَّى ٧: ٢٢، ٢٣)
**************
وأما بالنسبة لـمَن يستدلون على رسولية بولس بأنه كـان على علاقة ببطرس الرسول وبرنابا الرسول وغيرهم....
فإنني أرد على هذا الكـلام وأقول:
هذا ليس دليلاً على رسولية بولس؛ فبولس نفسه قد تشاجر مع بطرس وبرنابا، بل إن بولس افـتـرق عن برنابا الرسول بعدما تشاجـر معه.
ثم إنـنا إذا راجعنا (إنـجيل متَّى ٢٤: ٢٤) ، و(إنـجيل مرقس ١٣: ٢٢) ، فسنجـد أن يسوع نفسه يـخـبرنا أن الشـخـص الضال الذي يدَّعي الوحي قد يـخـدع الـمختارين أيضاً.
وكلمة (مـختار) في الكتـاب الـمقدس تُطلَق على الـمسيح وعلى الـملائكـة وعلى الرسل وعلى باقي القديسيـن وذوي الإيـمان.
راجع: (رسالة بطرس الأولى ٢: ٤) ، (رسالة تيـموثاوس الأولى ٥: ٢١) ، (سِفر أعمال الرسل ٩: ١٥) ، (سفر رؤيا يوحنا ١٧: ١٤).
وهذا يعني أن بولس نفسه قد يـتـمكن من خـداع بطرس وبرنابا وغـيرهم من رسل الـمسيحية الـمختارين.
***************
وأما بالنسبة لـمَن يستـشـهدون برسائل بولس نفسه على كونه رسولاً، فإنني أرد عليـهم وأقول:
هذا ليس دليلاً على رسولية بولس؛ لأن شـهادة الشـخص لنفسه غير مقبولة ، ويـجب أن يكون الشاهد شـخصاً غير نفسك؛ لأن يسوع يقول في إنـجيل يوحنا (٥: ٣١، ٣٢) ما يـلي:
[إن كنت أشـهدُ لنفسي فشـهادتي ليست حقاً. الذي يشـهد لي هو آخر.]
يقول أثناسيوس الرسولي في كتـابه (ضد الوثـنـيـيـن - الـجزء الأول) ما يـلي:
[بـما أننا لا نـملك حـاليًا في أيديـنا مؤلفات معلمينا.]
بل وكان الـهراطقة يـحرفون كـتابات آباء الكنيسة قديـماً وسأضع لكم روابط الـمقالات بالأسفل.
وأيضاً، سنخصص منشوراً مستقلاً لكي نـهدم فيه خـرافة التقليد الكنسي.
---------------------
الـخـلاصة:
لا يوجـد أي شـهادة أو دليل على أن يسوع أرسل بولس كرسول للأمم، ولذلك بولس اعترف على نفسه بأنه لا يستحق أن يكون رسولاً:
* يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنـثوس ١٥: ٩
«لأني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلاً لأن أُدعى رسولاً، لأني اضطهدت كنيسة الرب.»
---------------------
مقالات ذات صلة :
٭ لوقا يـخـترع معـجزات مزيفة وينسبـها لبولس:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2021/04/blog-post_27.html
٭ تـحريف كتـابات التقليد الكنسي:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/07/blog-post_31.html
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2023/10/blog-post_8.html
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/12/blog-post_20.html
---------------------
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا