الرد على كذبة أن يسوع إله لأن جسده حجاب كما قالت رسالة العبرانيين

يـحـاول الـمسيحيون تأليه يسوع من خـلال الاستدلال بعبارة: [جسد يسوع حـجـاب] التي وردت في (رسالة العبرانـيـيـن ١٠: ٢٠)

حيث يفسر الـمسيحيون هذه العبارة السابقة على أن: «ناسوت يسوع كـان يـحتوي اللاهوت بداخـله ويـحـجبه عن الناس»!!!!

لكن هذا الكلام لا أساس له من الصـحـة بل هو مـجرد هرطقة وتفسير على الـمزاج من أجـل تأليه يسوع بأي طريقة.

إذا رجعنا إلى سياق النص في الكـتاب الـمقدس فسنـجـده يقول👇:

*رسالة العبرانـيـيـن - الأصـــحــاح ١٠:

١٩- فإذ لنا أيـها الإخوة ثقة بالدخول إلى «الأقداس» بدم يسوع،

٢٠- طريقاً كرَّسه لنا حـديـثاً حياً، بالـحـجـاب، أي جسده،

٢١- وكاهن عظيم على بيت الله

------------

من خـلال سياق الكلام☝️ ، لن تـجـد أي نص يقول أن جسد يسوع يأوي اللاهوت بداخـله ، ولا يقصد النص أن جسد يسوع يـمثل حـجـاباً للاهوت، بل سياق الكـلام يقصد أن يسوع يـمثل طريقاً للدخول إلى الأقداس (الأماكن الـمقدسة) مروراً بالـحـجـاب؛ أي أن جـسد يسوع يـمثل باباً تدخـل منه إلى الأقداس (الأماكن الـمقدسة) مثلما كان اليـهود يضعون أبواباً على مداخـل أماكنـهم الـمقدسة.

والـمقصود بالأقداس هنا هو ملكوت السموات، وقد ورد هذا في نفس رسالة العبرانـيـيـن - الأصـحـاح ٨👇:

١- وأما رأس الكـلام فهو: أن لنا رئيس كهنة مثل هذا، قد جـلس في يـمين عرش العظمة في السماوات.

٢- خـادماً للأقداس والـمسكن الـحقيقي الذي نصَّبه الرب لا إنسان.

---------

وإذا ركـزت في النص السابق☝️ فستجـد أن النص يقول عن يسوع أنه مـجـرد كـاهن وخـادم للأقداس وليس إله.

*وورد في رسالة بولس إلى العبرانـيـيـن (٩: ٢٤) ما يـلي:

«لأن الـمسيح لـم يدخـل إلى أقداس مصنوعة بـيد أشباه الـحـقيقية، بل إلى السماء عينـها، ليظهر الآن أمام وجـه الله لأجـلنا.»

--------

فالأقداس هنا ☝️ يُقصد بـها ملكوت السموات الـمقدسة.

ورسالة العبرانـيـيـن تقصد أن الـمسيح هو طريق لدخول الـملكوت.

وإذا ركـزت في نص (رسالة العبرانـيـين ٩: ٢٤) فستجـد أن النص لم يقل أن الـمسيح هو الله بل قال أن الـمسيح سيدخـل إلى أقداس السماوات لكي يقف أمام الله مثلما نـحن أيضاً سنقف أمام الله.

وعبارة [يظهر أمام الرب] لا تقصد ألوهية يسوع أبداً ؛ لأن هذه العبارة قد أطلقها الكـتاب الـمقدس على الكثير من العباد الـمخـلوقـيـن، فمثلاً:

- ورد في سفر الـخروج ٣٤ ما يـلي:

«٢٣- قال الرب لـموسى:.... ثلاث مرات في السنة يظهر جميع ذكورك أمام السيد الرب إله إسرائـيل.

٢٤- فإني أطرد الأمم من قدامك وأوسع تـخـومك، ولا يشـتـهي أحـد أرضك حـين تصعد لتظهر أمام الرب إلـهك ثلاث مرات في السنة.»

- وورد في سفر التثنية ٣١: ١١ ما يـلي:

«حينما يـجيء جميع إسرائـيل لكي يظهروا أمام الرب إلـهك في الـمكـان الذي يـخـتاره، تقرأ هذه التوراة أمام كل إسرائـيل في مسامعهم.»

- وورد في سفر إشعياء ١ ما يـلي:

١٢- حينما تأتون لتظهروا أمامي، من طلب هذا من أيديكم أن تدوسوا دُوري؟

إذن ، عبارة [يظهر أمام الرب] لا تعني إلوهية يسوع أبداً.

بالإضافة إلى أن كلمة (يظهر) في نَص (العبرانـيـين ٩: ٢٤) تم ترجمتـها من الكلمة اليونانـية (ἐμφανισθῆναι) ، وهي مأخـوذة من كلمة (ἐμφανίζω) ، وتُـنـطَق (إم فانزو) وتعني: [إظهار أو إعلان معلومات].

وهذه الكـلمة اليونانـية قد استخـدمـها الكـتاب الـمقدس بـمعنى (يعلن) في سفر أعمال الرسل ٢٣: ١٥

«والآن أعلموا الأمير أنتم مع الـمجمع لكي ينزله إليكم غداً».

-------------------

وأما بالنسبة لـمن يزعمون أن جسد يسوع هو جـحـاب للاهوت، فإن هذا الإدعاء سيؤدي إلى تأليه ملكي صادق أيضاً وليس يسوع لوحـده؛ فرسالة العبرانـيـيـن ٦ تقول:

١٩- الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتـمنة وثابـتة، تدخـل إلى ما داخـل الـحـجـاب،

٢٠- حيث دخـل يسوع كسابق لأجـلنا، صائراً على رتـبة ملكي صادق، رئيس كهنة إلى الأبد.

-------------------

ومن أغرب الـحـجـج التي تـحـجـج بـها أحـد الـمسيحييـن أنه يقول: «الإله تراءى من وراء جسد يسوع لأن جسد يسوع يشبه حـجـاب قدس الأقداس الذي كـان الإله يتراءى من وراءه في العهد القديم»!!!

وأنا أرد على هذه الـحـجـة السخيفة وأقول:

قدس الأقداس كـان يـحتوي أيضاً على تـماثـيل لـملائكـة الكـاروبـيـم، وكانت هذه التـماثـيل وراء الـحـجـاب أيضاً.

إذن ، بنفس منطق الـمسيحيـيـن فإن يسوع هو واحـد من الـملائكـة كـما يؤمن شـهود يـهوه ، أو بنفس الـمنطق فإن يسوع هو حـجـاب وثـنـي يـحتوي بداخـله على تـماثـيل الكاروبـيـم.

-------------------

الـخـلاصة:

رسالة العبرانـيـيـن لـم تـقصد أن الـمسيح هو حـجـاب للاهوت بل قصدت أن الـمسيح طريق لدخول الـملكوت مثلما يؤمن الـمسلمون بأن كل الأنبياء في زمانـهم كانوا هم الطريق لدخول الـجنة ومن ضـمنـهم موسى والـمسيح ومحمد.