مضمون الشبـهة:
أعداء الإسلام يزعمون أن قراءات القرآن تـناقض بعضـها في الـمعنى. ويستشـهد أعداء الإسلام بالآية رقم ١٩ من سورة الزخرف حيث ورد في قراءة عاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي عبارة: ﴿عباد الرحمن﴾ ،
أما في قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر فقد وردت عبارة: ﴿عند الرحمن﴾
- ﴿وَجَعَلُوا۟ ٱلۡـمَلَائكَـةَ ٱلَّذِیـنَ هُم عِبَادُ ٱلرَّحۡـمَـٰنِ إِنَـاثًا﴾
- ﴿وَجَعَلُواْ ٱلۡـمَلَائِكَـةَ ٱلَّذِيـنَ هُم عِندَ ٱلرَّحۡـمَٰنِ إِنَاثاً﴾
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
أولاً:
بالنسبة للـمثال الذي يطرحـه أعداء الإسلام ، فإنه لا يوجـد أي اخـتلاف في الـمعنى بـيـن القراءتـيـن ، ولا يوجـد أي تـناقض بـيـنـهما بل إن كـلتا القراءتـيـن ستـعطيانك نفس الـمعنى بشرط أن تـتـدبر في الآية جيداً وتراجـع معاجم اللغة العربـية.
تعالوا بنا نرجـع لـمعاجم اللغة العربـية لكي نعرف التوافـق بـيـن القراءتـيـن.
أولاً: في قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ، نـجـد عبارة ﴿عند الرحمن﴾ في الآية رقم ١٩ من سورة الزخرف.
ومعنى هذه القراءة هو أن بعض الـمشركيـن كـانوا ينسبون الأنوثة إلى الـملائكـة الذيـن عند الله فوقنا في السماء.
أما إذا رجعنا إلى قراءة عاصم وأبي عمرو وحمزة والكسائي ، فسنجـد أنـهم قرأوا الآية هكـذا: ﴿وَجَعَلُوا۟ ٱلۡـمَلَاىِٕكَـةَ ٱلَّذِینَ هُمۡ عِبَادُ ٱلرَّحۡمَـٰنِ إِنَـاثًا﴾
فهؤلاء القراء الأربعة قد قرأوا عبارة: ﴿عباد الرحمن﴾.
واعلـم يا صديقي أن عبارة ﴿عباد الرحمن﴾ قد تعطيك نفس معنى عبارة ﴿عند الرحمن﴾👇.
إن كـلمة (عِباد) في اللغة العربـية مفردها (عبد).
وكـلمة (عبد) في اللغة العربـية قد تأتي بـمعنى: ملازمة الشيء وعدم مفارقته.
- ورد في الـمعجم الوسيط ٢/٥٧٩ — مـا يلي:
[عبد بِه: أي لزمَه فَلـم يُفَارِقهُ، فَهُوَ عَابِد وَعبد]
إذن ، عبارة ﴿عباد الرحمن﴾ قد تعنى أن هؤلاء الـملائكـة ملازمون للرحمن ولا يفارقونه، وهذا يعني أنـهم عند الله فوقنا في السماء أيضاً.
فأنت عندما تـلازم شـخصاً ولا تـفارقه ، فهذا معناه أنك عنده.
إذن كـلمة (عباد) قد تأتي بنفس معنى كلمة (عند) فكـلاهما يعني الـملازمة الـمكـانـية.
ولذلك فإن عبارة ﴿عباد الرحمن﴾ هنا تأتي بـنفس معنى عبارة ﴿عند الرحمن﴾ حيث أن هؤلاء الـملائكـة السماويـيـن الذيـن تـحـدث عنـهم الـمشركون هم ملائكـة ملازمون للرحمن وعنده في السماء ولا يفارقونه.
إذن ، الآية تعني أن بعض الـمشركين كـانوا ينسبون الأنوثـة إلى الـملائكة الذيـن يلازمون الله وعنده في السماء.
وإذا تدبرنا في القراءتـيـن أكثر فسنجـد أن كـلتا القراءتـيـن قد تـقصدان معنًى آخر متوافق أيضاً...
- فعبارة ﴿عباد الرحمن﴾ وردت فيـها كـلمة (عباد) ، وكـلمة (عباد) قد تعني مـملوك.
- وكـذلك عبارة ﴿عند الرحمن﴾ قد وردت فيـها كـلمة (عند) ، وكـلمة (عند) قد تعني مـملوك أيضاً.
* يقول الدكتور/ أحمد مـخـتار عمر - في (معـجم اللغة العربـية الـمعاصرة) ٢/١٥٦٢ — ما يـلي:
[عند: ظرف يدلّ على الـمُلك، مثل: «عندي دينار».]
* وقال الـمستشرق الـهولندي/ ريـنـهارت دوزي - في كتـابه (تكـملة الـمعاجم العربـية) ٧/٣٢٦ — ما يلي:
[عِنْد: أي فيما يـملك]
وكذلك قال الله تعالى في سورة الـنمل:
﴿قَالَ ٱلَّذِی عِندَهُ عِلۡمٌ مِّنَ ٱلۡكِتَـابِ﴾ ؛ أي قال الذي يـملك علماً.
إذن عبارة ﴿عند الرحمن﴾ تقصد أيضاً أن هؤلاء الـملائكـة مـملوكون لله.
وكـذلك عبارة ﴿عباد الرحمن﴾ تعني أيضاً أن هؤلاء الـملائكـة مـملوكون لله.
* يقول العالـم اللغوي/ الأزهري - في كتـاب (تـهذيب اللغة) ٢/١٣٩ — ما يـلي:
[وَقَالَ اللَّيْث: العَبد: أي الْـمَمْلُوك. وجماعتـهم: العَبِـيد، وهم العِبَاد أَيْضاً]
* وقال العالم اللغوي/ ابن سيده - في كتـاب (الـمحـكم والـمحيط الأعظم) ١٠/٢٣٤ — ما يـلي:
[والعِبادُ مَرْبُوبُونَ للهِ أَي مَـمْلُوكُونَ]
* وقال الفيروزآبادي - في (القاموس الـمحيط) ١/٢٩٦ — ما يـلي:
[العَبْدُ: الإِنْسانُ حُرًَّا كـان أو رقيقًا، والـمَمْلوكُ،كـ العَبْدَلِ، ج: عَبْدونَ وعَبيدٌ وأعْبُدٌ وعِبادٌ وعُبْدانٌ وعِبدانٌ وعِبِدَّانٌ وعِبِدَّانٌ.]
* وقال الـخـليل بن أحمد الفراهيدي - في كتـاب (العيـن) ٢/٤٨ — ما يـلي:
[العبد: الإِنسان حرًّا أو رقيقًا. هو عبد الله، ويـُجمع على (عباد وعبدين). والعبد: الـمملوك، وجمعه: عَبِـيد، وثلاثة أعْبُد، وهم العباد أيضًا.]
* وقال الشيخ/ محمد رواس قلـعـجي في كتـابه (معجم لغة الفقهاء) ١/٣٠٣ — ما يلي:
[العبد: بفتح فَــسكون، ج عبـيد وعبادة، الإنسان، فهو مـملوك لله تعالى، ج عباد]
* وقال الصحـاري في كتـاب (الإبانة في اللغة العربـية) ٣/٥٠٥ — ما يـلي:
[والعَبْدُ: الـمملوكُ، جماعتُهُ: العبـيد، وهم العِباد، وعَبدُون أيضًا.]
* يقول الدكتور/ محمد حسن جبل - في (الـمعجم الاشتقاقي الـمؤصل) ٣/١٣٩٢ — ما يـلي:
[الإنسان الـمخـلوق (الـمملوك للَّه)، وجمعها (عباد)]
إذن ، كـلمة (عباد) تعني أيضاً مـملكون لله ، وكـذلك كـلمة (عند) تعني أيضاً مـملوكون لله. وبالتالي لا يوجـد أي تـناقض بـيـن القراءتـيـن بل الاثـنـتان ستعطيانك نفس الـمعنى.
بل إنك ستـلاحظ أن القرآن ذكر نفس الـمعنيـيـن في آيات أخرى من القرآن، فمثلاً:
يقول الله تعالى:
﴿إِنَّ ٱلَّذِیـنَ عِندَ رَبِّكَ لَا یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَیُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ یَسۡجُـدُونَ ۩﴾ [الأعراف ٢٠٦]
وقال الله تعالى:
﴿لَّن یَسۡتَنكِفَ ٱلۡـمَسِیحُ أَن یَكُونَ عَبۡدًا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡـمَلَـٰۤىِٕكَةُ ٱلۡـمُقَرَّبُونَ﴾ [النساء ١٧٢]
فسواء أخـذت بقراءة عاصم أو غيره من القراءات ، فلن يضيع معنى هذه القراءة أو الآية؛ لأن باقي القراءات والآيات تـكمـل بعضـها البعض وستعطي الـمعنى الـمكـمل.
وعن ابن مسعود أنه قال : «إِنِّي قَدْ سَـمِعْتُ أُولَى الْقُرَّاءِ ، فَوَجَـدْتُـهُمْ مُتَقَارِبِـيـنَ ، فَاقْرَءُوهُ كَـمَا عُلِّمْتُـمْ ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ وَالِاخْتِلَافَ ، إِنَّـمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَـدِكُمْ : هَلُمَّ وَتَعَالَ»
والقراءات القرآنـية كـلها وحي من الله، وكـلها طرق أوحـاها الله لـكيفية تلاوة القرآن الكريم.
* وورد في صـحيح مسلـم أن جـبريل جـاء إلى النبـي وعلَّمه سبعة أحرف وطرق لقراءة القرآن بـحيث يـمكن أن تـقرأ بأي طريقة أو أي حرف تشاء منـهم...
[قَالَ جـبريل: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَـقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّـمَا حَرْفٍ قَرَؤُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا.]
* وورد في صـحيح البخـاري:
[إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ».]
---------------
وأما بالنسبة لأعداء الإسلام الذين يزعمون أن اختلاف القراءات نشأ بسبب عدم وجـود تـنقيط في مصحف عثمان ، فإنني أرد على هذا الـهراء وأقول:
القراءات القرآنـية تسبق مصحف عثمان وهي أقدم منه أصلاً، والدليل على ذلك هو حـديث السبعة أحرف الذي ذكره البـخـاري؛ حيث ذكر البـخـاري أن النبي علَّـم عمر بن الـخطاب قراءةً ، وكذلك علَّـم هشام بن حـكيـم بن حزام قراءةً، وبالتالي من السخـافة أن يزعم أحـد الـمستشرقين أن القراءات نـتـجت بسبب عدم وجود تـنقيط في مصحف عثمان.
ثم إن أسفار اليـهود التي يسميـها اليـهود بالتناخ أو كمـا يسميـها الـمسيحيون بالعهد القديم، هذه الكتب ظلت بدون تـنقيط لـمئات السنيـن إلى أن جـاء الـماسوريون وقاموا بتنقيطهـا.
فـهل يستطيع اليـهودي أو الـمسيحي أن يسخر من كتـابه الذي يقدسه؟!
ثم إنني استعـجب من الـملـحـد والـمسيحي الذيـن يرددون هذه الشبـهـات ضد القرآن بالرغم من أن نفس الـمـلـحـد والـمسيحي يقولان عن أنفسـهما أنـهم ليسوا حرفيـيـن بل يفضلون الفهم والـمعنى...!
إذن لـماذا يستنكر هؤلاء الزنادقة قراءات القرآن الكريم طالـما أنـهم يقولون عن أنفسـهم أنـهم ليسوا حرفيـيـن بل يـهتمون بالـمعنى أكثر؟؟
وأنا أثـبتُ لكم أن كـلتا القراءتـيـن ستـعطيانك نفس الـمعنى.
بل إنك ستلاحظ اختلاف القراءات في كتـاب اليـهود والـمسيحيـيـن ، ومع ذلك هم لـم يعترضوا على كتـابـهم ، فمثلاً:
- بـحسب إنـجيل (متى ٢١: ١٦)، فإن يسوع اقتبس نصاً من (الـمزامير ٨: ٢) حيث قال👇:
«أَمَا قَرَأْتُـمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحًـا؟»
- وقد وردت نفس الـمقولة السابقة في الترجمة السبعينية، لكن النص العبري يقول👇:
«من فم الأطفال والرضع أنشأتَ قوةً (وليس تسبيحـاً)»
فالنص الإنـجـيـلي اليوناني يقول: «تسبيحـاً» ، لكن النص العبري يقول: «قوة»!!!
دعني أعطيك مثالاً آخر:
في رسالة (العبرانـيـيـن ١١: ٢١)، نـجـد أن بولس اقتبس نصاً عن يعقوب من سفر (التكوين ٤٧: ٣١) حيث قال👇:
«سـجـد على رأس عصاه.»
والـترجمة السبعينية تـقول أيضاً أن يعقوب سـجـد على رأس عصاه.
لكن النص العبري يقول:
«سـجـد على رأس السرير»
فانظر إلى الاختلاف بين العصا والسرير.
دعني أعطيك مثالاً آخر:
- يقول بولس في رسالته إلى أفسس (٤: ٨) ما يـلي:
«إذ صعد إلى العلاء سبـى سبـياً وأعطى الناس عطايا».
- لكننا نـجـد أن سفر الـمزامير (٦٨: ١٨) يقول ما يـلي:
«صعدتَ إلى العلاء. سبيتَ سبياً. قَبِلتَ عطايا بـيـن الناس»
فهل النص يقول: أخـذتَ عطايا من الناس أم أعطيتَ العطايا للناس؟!
وحتى أن هناك اختلاف في قراءات مـخطوطات الكـتاب الـمقدس لدرجـة أنه لا يوجـد أي مـخطوطة تطابق الأخرى أبداً ، فمثلاً:
مـخطوطة P75 هي واحـدة من أقدم مـخطوطات الكـتاب الـمقدس بل هي أقدم من الـمخطوطة السينائـية والفاتـيكـانـية والسكندرية.
ومـخطوطة P75 تـختلف عن الكـتاب الـمقدس الـحـالي في بعض النقاط، فمثلاً: في إنـجيل يوحنا الـحـالي (١٠: ٧) سنـجـد يسوع يقول: «أنا هو باب الـخراف»
لكن في مـخطوطة P75 ، سنـجـد أن يسوع يقول: «أنا هو راعي الـخراف»
وفي إنـجـيل لوقا الـحـالي (١٦: ١٩) ، سنـجـد أن الإنـجـيل لـم يذكر اسم الرجـل الغنـي، لكن مـخطوطة P75 قد ذكرت الرجـل الغني باسم (نينوى).
وحتى أن هناك اختلاف بـين الأناجيل وبعضـها، فمثلاً:
- ورد في إنـجيل متى (١٠: ١٠) ما يـلي:
«ولا مزوداً للطريق ولا ثوبـيـن ولا أحـذية ولا عصا، لأن الفاعل مستحق طعامه.»
- وورد في إنـجيل لوقا (٩: ٣) ما يـلي:
«وقال لـهم: «لا تـحـملوا شيئاً للطريق: لا عصاً ولا مزوداً ولا خـبزاً ولا فضة، ولا يكون للواحـد ثوبان.»
- وورد في إنـجيل مرقس (٦: ٨) ما يـلي:
«وأوصاهم أن لا يـحملوا شيئاً للطريق غير عصاً فقط، لا مزوداً ولا خـبزا ولا نـحـاساً في الـمنطقة.»
فهل يسوع أمر تلاميذه بأخـذ عصا معهم في الطريق أم لا ؟؟
وحتى في العهد القديم ، ستـجـد خـلافاً واضـحـاً في قراءة النص، فمثلاً: السامريـون يقرأون نص (التكويـن ٦: ٢) هكـذا: «أبـناء السلاطيـن»
أما اليـهود العبرانـيـيـن، فيقرأون النص هكـذا: «أبناء الله»!!!
وقد أشار أحـد الـمدافعيـن عن الـمسيحية إلى وجود اختلاف في قراءة سفر عاموس (٦: ١٢)، فبعض التراجم تـقول:
«هل تركض الـخيل على الصخر أو يُـحرث عليه بالبقر»
لكن في بعض الـتراجم الأخرى العربـية أو الأجنبـية ستـجـد النص هكـذا: «هل تركض الـخيل على الصخر أو يُـحرث البـحر بالبقر»
فهل ذكر الكـتاب الـمقدس حرث الـخيل أم الصخر؟!
وهناك اختلافات في القراءة بـيـن أسفار العهد القديـم ، فمثلاً:
ورد في سفر الـملوك الأول (٧: ٢٦) ما يـلي:
[وغلظه شبر، وشفته كعمل شفة كـأس بـزهر سوسن. يسع ألفي بث]
لكن ورد في سفر الـملوك الثاني (٤: ٥) ما يـلي:
[وغلظه شبر، وشفته كعمل شفة كـأس بزهر سوسن. يأخـذ ويسع ثـلاثة آلاف بث.]
فهل الـحوض يسع ٢٠٠٠ بث أم ٣٠٠٠ آلاف بث؟!
فها هي اختلافات بين قراءات الكتـاب الـمقدس: اختلافات في الـمخطوطات واختلافات بين النص اليوناني والعبري ، واختلافات بين الأناجيل والأسفار واختلافات بـيـن التراجم ، واختلافات في كـل شيء
فهل يستطيع الـمسيحي أن يعترض على كتـابه؟!
_________________
إلى هنا ، أكون قد فندتُ الشبـهة بالكامل
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته
________________
مقالات أخرى ذات صلة :
الرد على شبـهة قراءة ﴿يَغل﴾ و ﴿يُغل﴾:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2024/06/blog-post_70.html
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا