الرد على شبهة هل القرآن يقصد إلوهية المسيح وأنه شريك وقرين لله في آية {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم)

 مضمون الشبـهة:
يزعم الـمسيحيون أن القرآن يقول عن الـمسيح أنه إله مع الله، ويستدل الـمسيحيون بـهذه الآية التالية:
﴿اتـخـذوا أحبارهم ورهبانـهم أرباباً من دون الله والـمسيح ابن مريم﴾ [التوبة ٣١]


وهؤلاء الـمسيحيون الوثـنيون يزعمون أن هذه الآية القرآنـية تعني أن الـمسيح شريك لله وأنه إله مقترن معه نظراً لأن القرآن ذكر كـلمة (الـمسيح) بعد كلمة (الله)!!!

-----------

الرد على هؤلاء الـمسيحيـيـن الكـذابـيـن:
الـمسيحيون الذين ينشرون هذه الشبـهة يـتـعمدون أن ينشروا الآية بدون تشكيـل حتى يـخـدعوا الناس. وأنت إذا رجعت إلى الآية بـتشكيـلها فستـجـد الآية تقول:

 ﴿ٱتَّـخَـذُوۤا۟ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَـانَـهُمۡ أَرۡبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡـمَسِیحَ ٱبۡنَ مَرۡیَمَ وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوۤا۟ إِلَـٰهاً وَ احِـداً لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ سُبۡحَـانَهُۥ عَمَّا یُشۡرِكُونَ﴾


في الآية السابقة ☝، ستـجـد أن كـلمة (اللهِ) تـحتـها كسرة؛ نظراً لأنـها مضاف إليه مـجرور، أما كـلمة (الـمسيحَ) فيوجـد عليـها فتحـة نظراً لأنـها اسم معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحـة الظاهرة. وكـلمة (الـمسيحَ) ليست معطوفة على كـلمة (اللهِ) الـمجرورة ، بل إن كـلمة (الـمسيحَ) في الآية معطوفة على كـلمة (أحبارَ) الـمنصوبة. 

والآية القرآنـية السابقة فيـها لـمسة نـحوية تُسمى بـ(التقديم والتأخـير) في علم النـحو، ولكن الـمسيحيـين لا يعلمون هذه الأمور نظراً لـجهلهم في اللغة العربـية.

 إذن هذه الآية القرآنـية معناها كـالتالي:

 [أهل الكـتاب اتـخـذوا أحبارَهم ورهبانـَهم والـمسيحَ أرباباً من دون اللهِ] 


فالـمقصود من الآية هو أن الـمسيحيـيـن اتـخـذوا الـمسيح رباً من دون الله؛ أي من دون أن يأمرهم الله بذلك.

ثم إن الآية تـنفي الثالوث أصلاً، ولذلك ستـجـد الآية بالـكـامل تقول:

{وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوۤا۟ إِلَـٰهاً وَ احِـداً لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ سُبۡحَـانَهُۥ عَمَّا یُشۡرِكُونَ}


فالآية القرآنـية تشير صراحـةً إلى وجـوب عبادة إله واحـد فقط ليس له شريك...، لكن الـمسيحيـيـن الوثـنيـيـن خـالفوا هذا الأمر وعبدوا الـمسيح وجعلوه شريكـاً مع الله.

وطبعاً، الـمسيحي الذي نشر الشبـهة قام باقتطاع الـجـزء السابق من سياق الآية حتى يـخـدع عوام الـمسيحية.

---------------------

والـمضحـك في الأمر أن بعض الـمسيحـيـيـن يستدلون على إلوهية الـمسيح بنص من كـتابـهم كـالتالي:

إنـجيل يوحنا 17: 3
((وهذه هي الـحـياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الـحقيقي وحـدك ويسوع الـمسيح الذي أرسلته.))

وأنا أرد على هذا الـهراء وأقول:
النص السابق يـنفي إلوهية الـمسيح أصلاً؛ فالنص السابق يشير صراحًـة إلى أنه يـجـب على الـمسيحي أن يعرف شيئيـن وهما: أن يعرف أن الآب هو الإله الوحيد الـحقيقي وأن يعرف أيضاً أن الـمسيح هو رسول الإله.
 فهذا النص الـموجود في الـكتـاب الـمقدس يـهدم إلوهية الـمسيح أصلاً.
ثم إننا إذا رجعنا إلى مـخطوطات الكـتاب الـمقدس اليونانية ، فسنجـد أن الـمخطوطات تذكر اسم (عيسى) وليس اسم (يسوع) الـخرافي الذي يردده الـمسيحيون.

ثانياً:
بعض الـمرقعاتـية من الـمسيحيين يظنون أن النص السابق في كتـابـهم يعني أن الآب ويسوع هما الإله الـحقيقي وحـدهما، ولكن هذا الأمر يـهدم عقيدتـهم الثالوثية ؛ لأن النص السابق في كـتابـهم لـم يذكر الروح القدس، وبالتالي سيكون الآب والابن هما الإلـهان الوحيدان فقط من دون الروح القدس.

طبعاً، سيأتي لي بعض الـمسيحييـن الـمرقعاتية وسيحـاولون الترقيع وسيقولون أن النص لـم يذكر الروح القدس لأن الروح القدس له نفس طبيعة الآب ولا حـاجة لذكره...، وأنا حـينـها سأرد على هذا الترقيع وأقول:
إذن، لـماذا كـتابكم ذكر يسوع في النص بالرغم من أنكم تؤمنون أن يسوع أيضاً له نفس طبيعة الآب، هل هذا حشو أيضاً؟!

--------------------
مقالات أخرى ذات صلة:
الرد على شبـهة: لو يؤاخـذني اللهُ وابنَ مريم:

------------------------------------
إلى هنا، أكون قد فندت الشبـهة بالـكـامل 
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا