هل رشم المرأة تقوم به الشماسات فقط؟!

 اقرأ هذا المنشور جيداً، فإذا لم تقرأه، فاعلم أن المنصرين سيخدعونك لا محالة!

معظمنا يعرف أن الكهنة يرشمون النساء المسيحيات في مناطق حساسة من أجسامهن، ولما أحس المسيحيون العرب بالخزي من هذا الأمر، فإنهم حاولوا نفيه كما يلي:

🔴 على المواقع المسيحية، ستجد المسيحيين يزعمون أن الكاهن يرشم المرأة البالغة في وجهها فقط ولا يمس الأماكن الحساسة في جسمها، واستدل المسيحيون على ذلك بما ورد في الدسقولية في (الباب 34).

 

وأنا أرد عليهم وأقول:

أولاً: 

 الدسقولية التي يعتمد عليها غالبية المسيحيين حالياً هي الدسقولية العامية التي أعدَّها القمص/ مرقس داود سنة 1924م. وقد أعدَّها هذا القمص معتمداً على ثلاث مخطوطات نُسخَت في القرن 18 الميلادي، وهذه المخطوطات الثلاثة يُفترض أنها منسوخة من مخطوطة عربية قديمة يعود تاريخها إلى عام 1050م...، أي خلال الخلافة الإسلامية.

يعني الدسقولية السائدة حالياً مأخوذة من مخطوطة عربية تعود لسنة 1050م (القرن 11 الميلادي)؛ أي أثناء الخلافة الإسلامية في القرن الخامس الهجري.

لكن هذه الدسقولية حدث فيها تحريف وتلاعب، فأنت إذا رجعت إلى النسخة اليونانية الأصلية فلن تجد (الباب 34) أصلاً، ولذلك يقول القمص/ مرقس داود في مقدمة الدسقولية ما يلي:

[إن هناك بعض الأبواب لا وجود لها في النسخة اليونانية وهي المقدمة والأبواب: 22، 23، 28، 29، 34، 35،...]

 

بل حتى المؤرخ القبطي/ عزت أندراوس، والدكتور/ غالي ، هما شخصياً قد اعترفا أن الباب 34 لا يوجد في المخطوطات اليونانية الأصلية. 

يعني (الباب 34) لا لا لا وجود له أصلاً في المخطوطات اليونانية بل إن كهنة المسيحية هم من قاموا باختراعه وإضافته أثناء الخلافة الإسلامية بدايةً من القرن 11 الميلادي. وهذا يدل على أن المسيحيين الأوائل أحسوا بالخزي والعار أمام المسلمين، ولذلك اخترعوا هذا التشريع للتهرب من فضائح الرشم.

ومما يؤكد تحريف المسيحيين للدسقولية هو أنك إذا نظرت إلى الدسقولية فستجد أن الدسقولية تحدثت عن الأرامل الهائمات في الباب 22 ... ثم انتقلت الدسقولية للحديث عن مواضيع أخرى في الأبواب التالية، ثم رجعت الدسقولية مرة أخرى وتكلمت عن الأرامل الهائمات في الباب 34.

ثم إنه من الغريب أن يبدأ الباب 34 بالحديث عن الأرامل، ثم ينتقل الباب فجأةً إلى الحديث عن الرشم بواسطة الشماس والشماسة والأسقف...، أليس هذا غريباً؟

 

෴෴෴෴෴෴෴෴෴

ثانياً:

لو أنت رجعت إلى المخطوطات العربية للدسقولية الحالية، فستجد أن المخطوطة قالت:

[الذكر يَقبله الشماس، والأنثى فالمرأة الشماسة تصبعها.]

 

المخطوطات العربية قالت أن الشماسة تصبع الأنثى، وعبارة (الشماسة تصبع الأنثى) معناها أن تقوم الشماسة بإدخال إصبعها في الأنثى...، ولذلك أحس المسيحيون بالإحراج فقاموا بتغيير الكلمة من (تصبعها) إلى (تصبغها)!!

إليكم المخطوطة العربية المحفوظة في مكتبة الفاتيكان، والتي فيها كلمة (تصبعها):

كلمة تصبعها في الدسقولية وليس تصبغها

 

 

الدكتور/ وليم سليمان قلادة اعترف بنفسه في هامش كتاب (تعاليم الرسل) أن المخطوطات العربية تحتوي على كلمة (تصبعها) بدلاً من (تصبغها).

[راجع: صفحة 581 من كتاب (تعاليم الرسل)، للدكتور/ وليم سليمان قلادة]. 

 

الدكتور/ وليم قلادة يعترف أن المخطوطة العربية يوجد بها كلمة (تصبعها) وليس (تصبغها)

 

෴෴෴෴෴෴෴෴෴

ثالثاً:

حتى لو افترضنا أن الدسقولية غير محرفة، فإن نصوص الدسقولية سوف تضع الكنيسة في مأزق...، هل تعرف لماذا؟!

1- إذا رجعنا إلى الباب 34 من الدسقولية، فإنك ستجد نصاً يبيح للشماس أن يرشم المرأة في جبهتها بالزيت...، وهذا طبعاً مخالف لبروتوكولات الكنائس التقليدية اليوم؛ حيث أن الكنائس التقليدية اليوم لا تسمح للشماس أن يرشم بأي حال من الأحوال، لكن الدسقولية هنا تسمح للشماس أن يرشم في الجبهة!

 فهل ما زالت الكنائس التقليدية تزعم أنها تتبع تعاليم الرسل بكل دقة؟!


2- ثم إن نفس الباب يسمح للأسقف برشم رأس المرأة فقط، فلماذا المواقع المسيحية الإلكترونية لم تقتصر على رشم الرأس بل إنها تبيح للأسقف أن يرشم كل الأجزاء الظاهرة من المرأة مثل: يدها وغيرها؟!

 

3- ثم إن الدسقولية هنا تأمر الأسقف أن يرشم، ولم تأمر القس أو القمص، فلماذا الكنيسة اليوم تبيح للقس والقمص أن يرشم المرأة أيضاً؟َ!

 

4- في الصفحة 173 من نفس الباب، نجد أن الدسقولية تأمر بأن يكون الشماس من جملة كهنة الكنيسة وأن يكون بلا حشمة، فهل الكنيسة اليوم تجعل الشمامسة من جملة كهنة الكنيسة؟!

وطبعاً، هذه الجزئية تم تحريفها في بعض النسخ الأخرى؛ لأنهم لا يريدون للشماس أن ينال امتيازات الكهنة! 


5- في نفس الباب، الدسقولية أمرت الأسقف بأن يرشم أولاً ثم يصلي الأسقف أو القس على المتقدمين، ثم بعد ذلك، يقوم الأسقف بمعمودية المتقدمين...، لكن الكنيسة اليوم تعكس هذا البند حيث يقوم الكاهن بالمعمودية أولاً ثم يرشم بعد ذلك!! 

 

6- في نفس الباب، لاحظت أن الدسقولية السريانية يوجد بها فقرة مهمة، وهذه الفقرة غير موجودة في النسخ الأخرى؛ فالدسقولية السريانية تضيف هذه الفقرة التالية:

[سواء كنت أنت الذي تعمد أو عهدت إلى الشمامسة أو الشيوخ أن يعمدوا.]

 

الفقرة السابقة 👆 تبيح للشماس أن يُعمَّد المسيحيين، وهذا طبعاً مخالف لقوانين الكنيسة اليوم.

البابا شنودة نفسه نهى الشمامسة عن أن يُعمِّدوا، في حين أنه سمح بالمعمودية على يد الكاهن فقط.

ثم إننا نلاحظ أن الدسقولية السريانية أضافت فقرات أخرى إلى الباب 34، وهذه الفقرات لا توجد في النسخ الأخرى، وهذا يثبت أن الدسقولية كان يتم تحريفها بسهولة وقد تم إضافة أبواب وفقرات كاملة إليها.


انظر معي إلى هذه الصور؛ لكي تعرف تحريف الكنيسة للطقوس:

 

الدسقولية المحرفة تبيح للشماس أن يرشم الجبهة، وتأمر الأسقف نفسه برشم رأس المرأة فقط

 
موقع الأنبا تكلا يبيح لأي كاهن بأي رتبة أن يرشم جميع الأجزاء الظاهرة من جسد المرأة مثل اليد، وهذا مخالف للدسقولية


نفس الباب في الدسقولية يأمر بأن يكون الشماس من جملة كهنة الكنيسة وأن يكون بلا حشمة، ولكن بعض المخطوطات العربية الاخرى حرَّفت هذه الجزئية...

الدسقولية السريانية تبيح للشماس أن يُعمِّد، بل إنها أضافت فقرة أخرى كاملة غير موجودة في الدسقولية العامية. وهذا يثبت أن الدسقولية كان يتم تحريفها من مكان إلى آخر ومن زمان إلى آخر.

 

෴෴෴෴෴෴෴෴෴

 رابعاً:

المواقع المسيحية استشهدت بكلام الأنبا غريغوريوس وغيره على أن رشم السيدات يكون في الأماكن الظاهرة فقط دون الأماكن الحساسة.

وطبعاً، الأنبا غريغوريوس وغيره قد قالوا ذلك بناءً على الباب 34 من الدسقولية، ونحن قد رددنا على هذه النقطة من قبل وأوضحنا بطلانها.

 ثم إن الأنبا غريغوريوس يمارس شغل اللعب بالألفاظ، فمثلاً: هو يقول أن الكاهن يجب أن يرشم الأجزاء الظاهرة من المرأة (مثل يدها ورجلها)، لكن الباب 34 من الدسقولية قد أوجب على الأسقف لوحده أن يرشم الرأس فقط وليس كل الأجزاء الظاهرة كما يزعم الأنبا غريغوريوس.

تعالوا نرى كلام الأنبا غريغوريوس في موسوعته اللاهوتية – موسوعة أسرار الكنيسة السبعة – موسوعة اللاهوت العقيدي، جـ 3، – سر الميرون – تحت عنوان ”دهن المعمدين بالميرون في 36 موضعاً، صـ 244،243:

 

الأنبا غريغوريوس يبني كلامه على ما ورد في الباب 34 المحرف، ثم يقوم الأنبا غريغوريوس بمزيد من التحريف للباب؛ حيث يبيح الرشم على يد أي كاهن، بل ويبيح الرشم لجميع الأجزاء الظاهرة من بدن المرأة وليس رأسها فقط بخلاف ما ورد في نص الدسقولية!

෴෴෴෴෴෴෴෴෴

خامساً:

موقع فريق اللاهوت الدفاعي حاول أن يستشهد بـاقتباسات من 8 مواقع إلكترونية أخرى على أن الشماسات هن من يرشمن المرأة البالغة، ولذلك أنا فحصت تلك الاقتباسات والمواقع، وتبين لي أن الموقع الأول بنى كلامه على الباب 34 من الدسقولية، ونحن قلنا من قبل أن هذا الباب محرف ومضاف أصلاً. وأما الاقتباس الثاني فقد أخذوه من موقع (orthodoxwiki)، وقد دخلت على هذا الموقع وتبين لي أن الموقع لم يذكر دليلاً أو مرجعاً على كلامه بل أخذه من موقع آخر...، وعندما دخلت على هذا الموقع الآخر فلم أجد الرابط يعمل. وأما الموقع الثالث فبدأ كلامه بالاستشهاد بما ورد في الدسقولية، وقد رددنا على هذا الجزء أصلاً، ولكن العجيب هو أن الموقع الثالث حرَّف كلام الدسقولية، فقد زعم هذا الموقع أن رجال الدين لا يليق بهم لمس المرأة...، في حين أننا نجد الدسقولية قد سمحت للأسقف بلمس رأس المرأة، بل إن كهنة اليوم يلمسون الأجزاء الظاهرة من جسد المرأة....، فهل تأكدتم الآن أن تلك المواقع تتناقض وتهبد بلا أي دليل!

 

وأما باقي المواقع الإلكترونية، فلم لم لم تقل أن الشماسة هي فقط من ترشم المرأة، وتلك المواقع لم تنف رشم الكاهن للمرأة، بل كل ما قالته هذه المواقع هو أن الشماسة تساعد في المعمودية والرشم؛ أي أنها تساعد الكاهن في معموديته ورشمه للنساء. 

෴෴෴෴෴෴෴෴෴

سادساً:

يوجد للبابا شنودة مقطع فيديو على الانترنت وهو يقول أن الشماسة لا يُسمَح لها بالرشم أبداً.

 

෴෴෴෴෴෴෴෴෴

سابعاً:

بعض المسيحيين قالوا أن الرشم يكون للأطفال الصغار فقط وليس للكبار...، وأنا أرد عليهم وأقول:

أي امرأة تعتنق المسيحية، فإنه يتوجب على الكاهن أن يُعمِّدها ويرشمها، بل إن الكتب المسيحية تخبرنا أن الرسل الأوائل كانوا يطوفون في البلاد ويقنعون البالغين على اعتناق المسيحية ثم يتم تعميدهم ورشمهم بعد ذلك مثلما حصل مع تعميد القديس مرقس الإنجيلي للبابا إنيانوس هو وأهل بيته أجمعين. 

 

إلى الآن، نكون قد رددنا على ترقيعات المواقع المسيحية مثل: موقع فريق اللاهوت الدفاعي، وموقع الأنبا تكلا هيمانوت وغيرهم من المسيحيين المتصدرين للدفاع عن المسيحية.

 ملحوظة غريبة: إني لاحظت أن موقع فريق اللاهوت الدفاعي لا يجيد كتابة كلمة (المسيحية)، حيث يكتبها هكذا: (المسيحيية)، بل إني لاحظت أنه لا يجيد ترقيم الفقرات، ولذلك  تراه يضع رقم 6 بعد رقم 4 مباشرة بدون وضع رقم 5!

෴෴෴෴෴෴෴෴෴

الخلاصة:

1- الباب 34 من الدسقولية مُحرَف ومضاف، ولذلك لا ينبغي أن يستشهد به المسيحيون للتهرب من فضيحة الرشم.

2- نفس الباب يقول أن الشماسة تصبع النساء؛ أي تُدخِل إصبعها فيهن.

3- نفس الباب أباح للشماس أن يرشم الجبهة، وهذا مخالف لبروتوكولات الكنيسة اليوم.

4- نفس الباب سمح للأسقف وحده أن يرشم رأس المرأة فقط، ولكن الكنيسة تخالف هذا البند وتسمح للقساوسة والقمامصة أيضاً أن يرشموا اليد والرِجل وباقي الأماكن الظاهرة الأخرى.

5- نفس الباب قال بأن الشماس من جملة كهنة الكنيسة، ولكن الكنيسة اليوم تخالف هذا البند.

6- نفس الباب يوجب على الأسقف أن يرشم أولاً ثم يقوم بالمعمودية، ولكن الكنيسة تعكس هذا البند وتقوم بالمعمودية أولاً ثم الرشم بعده.

7- الدسقولية السريانية قد سمحت للشماس أن يُعمِّد الناس، وهذا مخالف لبروتوكولات الكنيسة الآن.

8- نفس الباب يوجد به إضافات وتحريفات من نسخة إلى أخرى.

9- البابا شنودة بنفسه لم يسمح للشماسة أن ترشم؛ لأنها لا تمتلك كهنوتاً.

10- بعض المواقع المسيحية الإلكترونية تتفوه بكلام لا دليل عليه.


  ෴෴෴෴෴෴෴෴෴

لا تنسونا من صالح الدعاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋

  ෴෴෴෴෴෴෴෴෴

صور المراجع:

القمص/ مرقس داود نفسه يعترف بعدم وجود الباب 34 في المخطوطات اليونانية الأصلية

 

الدكتور/ غالي يعترف بعدم وجود الباب 34 في جميع المخطوطات اليونانية الأصلية



المؤرخ القبطي/ عزت أندراوس يعترف بعدم وجود الباب 34 في المخطوطات اليونانية الأصلية

 ෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

مقالات أخرى ذات صلة:

*الكهنة يعرون النسوان في الكنيسة:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/10/blog-post_86.html


*خرافة الديداخي عند المسيحيين التقليديين:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/12/blog-post_17.html


*خرافة المراسيم الرسولية في قوانين الكنيسة:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/10/blog-post_27.html


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا