مريم العذراء تكفر بألوهية يسوع

 بعض الآباء الأوائل قالوا أن مريم العذراء كفرت بـ(يسوع)، ولم تذكر ألوهيته بشكل صريح، فمثلاً:

العلَّامة ترتليان حاول إيجاد إجابة عن: لماذا يسوع أنكر أمه وإخوانه كما في إنجيل (متَّى 12: 48) وإنجيل (مرقس 3: 33)؟!

وقد أجاب العلامة ترتليان عن هذا التساؤل قائلاً أن: والدة يسوع وإخوانه كفروا به ولم يتبعوه، بل أحياناً كانوا يقاطعونه ويشغلونه عن دعوته! 

 

෴෴෴෴෴෴෴

وإذا تفقدت الأناجيل جيداً، فربما تلاحظ أن يسوع لم يناد مريم العذراء أبداً بـ(يا أمي)؛ لم ينادها ولا مرة بـ(يا أمي) في الأناجيل الأربعة، وكأنهما لم يكونا على وفاق تام!! 

ولذلك أنا أتعجب عندما أجد المسيحي العادي ينادي مريم بـ(يا أمي) أو بـ(يا أم النور)، في حين أن يسوع لم يفعل ذلك بنفسه!

وطبعاً، بعض المسيحيين البروتستانت حاولوا اختراع أي تبرير لهذه الظاهرة الغريبة؛ وقد سمعت بعضهم يقول أن يسوع لم ينادها بـ(يا أمي) لأنه يريد أن يخبر الناس بأن إله لمريم في الحقيقة وليس ابنها!

وأنا أرد على هذا الهراء وأقول:

*إذن، لماذا يسوع نفسه كان يصف تلاميذه بأنهم أمه وإخوانه (متَّى 12: 49)، هل يسوع لم يكن إلههم يومئذ، وهل يسوع منافق يسير بوجهين؟!

*لماذا يسوع وصف تلاميذه بأنهم أمه وإخوانه، ولكنه لم يصف أمه بذلك؟!

 ෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

والآن، نعود إلى موضوعنا الأصلي: هل مريم العذراء آمنت بألوهية يسوع؟!

طبعاً، سيأتيك أحد المسيحيين (الحافظين مش فاهمين) وسيقول لك أن الملاك نزل وبشَّر مريم العذراء بأن يسوع سيولد من الروح القدس، وربما يتطرق هذا المسيحي إلى سرد قصة مريم العذراء مع إليصابات وكيف أن إليصابات مدحت الجنين الذي في بطن مريم العذراء، أو ربما سيذكر المسيحي أن مريم العذراء تبعت يسوع عندما أخذه الجنود للصلب!

ولكن مهلاً أيها المسيحي، أنا سأسألك سؤالاً بسيطاً:

بعد كل هذه الحوارات والقصص الطويلة، هل مريم العذراء فهمت من الملاك أن ابنها هو إله الكون، وما هو الدليل؟!

هل مريم العذراء فهمت من حوارها مع إليصابات أن ابنها يسوع هو إله العالمين؟!

هل مريم العذراء طافت بعدها في البلاد وقالت أن ابنها هو خالق العالمين؟!

هل مريم العذراء طافت بعدها في البلاد ودعت الناس إلى عبادة ابنها؟!

 

مع العلم أن الملاك لم يبشر مريم بأنها ستلد من الروح القدس أصلاً، وإليصابات لم تقل أن يسوع هو الرب كما يدعي المسيحيون، بل كل هذه الافتراءات نتجت من تلاعب المترجمين في الترجمات العربية، وقد رددنا على هذه الأمور من قبل وسأترك لكم الروابط بالأسفل.

وأما كون أن مريم العذراء مشت وراء يسوع عندما أخذوه للصلب، فإن هذا الأمر لا يدل على أنها آمنت بألوهيته، ثم إنك تعلم أن الأمهات حنونات ويتبعن أولادهن حتى حبل المشنقة.

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

مقالات أخرى ذات صلة:

1- كذبة أن الملاك في الكتاب المقدس بشَّر بولادة يسوع من أقنوم الروح القدس:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/12/blog-post_8.html

 

2- كذبة أن إليصابات وصفت يسوع بلقب (الرب):

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2023/05/blog-post_17.html

3- مريم العذراء لم تنل معمودية الخلاص:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2021/11/blog-post_91.html

 

4- تحريف مقدمة إنجيل يوحنا:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2021/03/blog-post_44.html

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....