--------
في الكـتاب الـمقدس، في سفر (الأمثال ٥: ١٨، ١٩) ورد ما يـلي:
«وافرح بامرأة شبابك الظبـية الـمحبوبة والوعلة الزهية. ليروك ثدياها في كل وقت، وبـمحبتـها اسكر دائـماً.»
في النص السابق ☝️، النبي سليمان يأمر ابنه البالغ بأن يرضع من ثدي امرأة في كل وقت على الدوام، وليس خمس رضعات فقط.
ويقول النص الـمترجَم «بـمحبتـها اسكر دائـماً» ، ولكن إذا رجعنا إلى النص العبري القديم، فسنـجد أن الكلمة الـمستخدَمة هي كلمة (תִּשְׁגֶּ֥ה)، والتي تُنطَق (تيـشجيه)، وتعني [انـحرف أو كن ضالاً]...، ولكن الـمسيحيين حرفوا هذه الكلمة في الترجمة العربـية وجعلوها (اسكر) بدلاً من (انـحرف)!
وهذا يدل على أن نبيـهـم سليمان أمر ابنه البالغ بأن ينـحرف وأن يصادق امرأةً في الـحرام ويرضع من ثديـها.
وحتى عبارة [امرأة شبابك]، ليست دقيقة فيـما يتعلق بالترجمة إلى العربـية؛ لأن النص العبري القديم ذكر عبارة (נְעוּרֶֽךָ)، والتي تُنطَق: (نُعريـخـا) ، وهذه العبارة تُستـخدَم كثيراً في الكـتاب الـمقدس وتكون بـمعنى: (امرأة شابة) أو (فتاة مراهقة)...، مثلما ورد في (سفر العدد ٣٠: ٣)، (سفر العدد ٣٠: ١٦) ، (هوشع ٢: ١٥)....
وكذلك سياق الكـلام يتـحدث عن امرأة جميلة مـحبوبة رشيقة كالظبـي، وهذا يشير إلى أن سياق الكلام يتـحدث عن امرأة شابة بذاتها.
إذن، كان من الـمفترض أن يتم ترجمة النص إلى العربـية هكـذا: [امرأة شابة] ، وليس [امرأة في شبابك]...، لأن الرجل الشاب قد يكون مع رفيقة كبيرة السن، وهذا ما يتـنافى مع مواصفات الـمرأة الواردة في سياق الكلام.
-وكذلك ورد في نفس النص العبري كلمةُ (דַּ֭דֶּיהָ)، وتُنطَق: (داديـها)، ومعناها: (ثدياها) أو (حلمة ثدياها).
- وكذلك ورد في نفس النص العبري كلمةُ (יְרַוֻּ֣ךָ) ، وتُنطَق (رافاكا)...، وهي تدل على الشرب بكثرة من الثديـيـن إلى درجة إمتلاء الـمعدة.
إذن الترجمة الأدق للنص هي :
سفر (الأمثال ٥: ١٨، ١٩):
«افرح بامرأة شابة ظبية مـحبوبة ووعلة زهية. ليروك ثدياها بكثرة في كل وقت، وكن مـنحرفاً بـحبـها على الدوام.»
إذن الكـتاب الـمقدس يعلمنا أن نرضع كثيراً من ثدي امرأة شابة في كل وقت حتى ننـحرف.
-----------
وقد حاول بعض الـمسيحيين الترقيع فقالوا أن هذا النص (الأمثال ٥: ١٨، ١٩) يتكلم عن التـمتع بثـدي الزوجة نفسها وليس امرأة أخرى...، واستدلوا بأن سياق الأصـحاح الـخامس بأكـمله ينـهى عن إقامة علاقات جـنسية مع الزانيات!!!
وأنا أرد عليهم وأقول:
أولاً: بالنسبة للنص رقم (١٨، ١٩) الذي يتـحدث عن الشرب من الثديـين، فإن هذا النص لا علاقة له بباقي الأصـحاح أصلاً، فالنص رقم (١٨، ١٩) يتـحدث عن ثدي امرأة شابة من نفس ديانـته، وليست عن امرأة أجنبية.
أما باقي الأصـحاح فيتكلم عن النساء الأجنبيات. والـمقصودات من النساء الأجنبيات هنا هن النساء اللاتي من الأمم الأخرى الوثنية التي لا تؤمن بـ(يهوه).
فمثلاً، لقب (أجنبية) أُطلق على نساء سليمان في (الـملوك الأول ١١: ١) ، (نـحميا ١٣: ٢٦)...، حيث كـن نساء من الأمم الأخرى الغير يـهودية.
إذن، النص الذي يتـحدث عن الشرب من ثدي امرأة، هذا النص لا علاقة له بباقي الأصـحاح أصلاً...، لأن هذا النص يتـحدث عن الشرب من ثدي امرأة من نفس ديانته أي يهودية مثله. أما باقي الأصـحاح، فيتحدث عن النساء الأجنبيات ويُـحذر منـهن.
ثم إن الأصـحاح الـخامس من سفر الأمثال لم ينـه أصلاً عن إقامة علاقات جنسية مع الزانيات بل الأصـحاح ذكر فقط كلمة (أجنبية / أجنبيات)، والـمقصود من كلمة (أجنبية) هو الـمرأة الأمـمية التي من أمة أخرى كمـا قلنا من قبل؛ حيث أن الكـتاب الـمقدس ينـهى عن أن يلتصق الرجل اليـهودي أو الـمسيحي مع نساء الأمم الأجنبيات، ولكنه يسمح لليهودي أو الـمسيحي بأن يلتصق بامرأة من نفس ديانته.
ولذلك إذا نظرنا إلى العددين (٣ و ٢٠) من نفس الأصـحاح، فسنجدهما ينـهيان عن الاقتراب من النساء الأجنبيات؛ حيث وردت كلمتا (בְזָרָ֑ה)، (נָכְרִיָּֽה)، وهما تعنيان امرأة أجنبية غير يهودية ، وليس لهذه النصوص أي علاقة بالنهي عن إقامة علاقة جـنسية مع زانية، بل تـتـحـدث فقط عن الأجنبيات.
وأيضاً ، إذا نظرنا إلى النص العاشر من نفس الأصـحاح الـخامس فسنجده يقول:
«لئلا تشبع الأجانب من قوتك، وتكون أتعابك في بيت غريب.»
لاحظ أن النص ☝️ يتكلم عن بيت غريب عند الأجانب؛ أي في أمة أخرى.
فالأصـحاح الـخامس من سفر الأمثال لم يـمنع الزنا مع زانية بل فقط منع الاختلاط مع نساء الأمم الأخرى ، لكن لا بأس هنا بالاختلاط مع الـمرأة اليهودية أو الـمسيحية طالـما أنها على نفس دينك.
إذن، مسموح لليهودي أو الـمسيحي أن يستمتع بثدي امرأة شابة من نفس ديانته بعيداً عن نساء الأمم الأخرى.
--------
وبعض الـمسيحيين زعموا أن عبارة (امرأة شبابك) يُقصَد بها الزوجة هنا، واستدلوا على ذلك بأن نفس العبارة العبرية قد وردت في سفر (ملاخي ٢: ١٤، ١٥، ١٦) حيث يقول:
«من أجل أن الرب هو الشاهد بينك وبين امرأة شبابك التي أنت غدرت بها، وهي قرينتك وامرأة عهدك... ولا يغدر أحد بامرأة شبابه؛ لأن الرب يكره الطلاق»
وأنا أرد عليهم وأقول:
النص السابق☝️ مـحرف؛ لأننا إذا رجعنا إلى مـخطوطات قمران التي هي أقدم الـمخطوطات العبرية حتى اليوم، فسـنـجد أنها لا تـحتوي على عبارة (يكره الطلاق).
وأما عبارة (قرينتك وامرأة عهدك)، فإن العشيق أيضاً يكون لديه عشيقة قرينة له، ويَعِدها بشتى أنواع العهود الـمعسولة ثم يغدر بها في النهاية. والله يشهد على الـجميع سواء كانوا زناة أو متزوجـين.
وهناك من الـمسيحيين من لـجأ إلى استخدام الأسلوب الرمزي لكي يتـهرب من هذه الفضيحة، وأنا أرد عليه وأقول:
التفسير الرمزي هو تفسير هرطوقي نشأ على يد فلاسفة اليونان الوثـنييـن وخاصة أفلاطون، ثم انتـقل هذا الأسلوب الترميزي إلى آباء الكنيسة؛ لأنهم كانوا على نفس مدرسة أفلاطون، وقد تكلمتُ عن ذلك من قبل وسأترك لكم الرابط في آخر الـمنشور.
__________
والآن ، ننتقل إلى نقطة أخرى:
ورد في الـكتـاب الـمقدس في سفر نشيد الأنشاد ٧: ١٢
"لنبكرن إلى الكروم، لننظر: هل أزهر الكرم؟ هل تفتح القعال؟ هل نور الرمان؟ هنالك أعطيك حبي."
النص السابق ☝️ يقول [هنالك أعطيك حبـي]، ولكن إذا رجعنا إلى الترجمة السبعينية والبشيطتا السريانية فسنـجد أنهما قد ذكرتا عبارة [هناك أعطيك ثديـي]؛ فكاتب السفر سيذهب بعيداً مع عشيقته إلى الأراضي الزراعية الـممتلئة بالزروع ويتـخفيان هناك بين أشـجار الكروم العالية ، وهناك ستعطيه الـعشيقة ثديـيـها!
ولذلك نسخة (دواي ريـمس) الكاثوليكية كتبتها [هناك أعطيك ثديـي]
ونسخة البشيطتا السريانية والترجمة السبعينية اليونانية هما أقدم من الـنسخ العبرية الـماسورية التي يعتمد عليها الـمسيحيون اليوم.
وكثيراً ما كان يعتمد كتبة العهد الـجديد على الترجمة السبعينية للاقتباس منها. وكذلك نسخة البشيطتا هي النسخة الرسـمية كانت في الكنيسة السريانية.
وقد كان آباء الكنيسة الأوائل يستخدمون هاتين النسختين إلى أن جاء البروتستانت واستبدوا النسخـتين.
--------------
ثم ننـتـقل إلى جزئية جديدة وهي:
ورد في سفر نشيد الإنشاد ١: ١٣:
[صُرة الـمر حبيـبـي لي. بين ثديـي يبيت.]
فكاتب السفر☝️ سيغرس وجهه بين ثديـي عشيقته طوال الليل، وليس لـمدة دقيقة أو دقيقتين.
وفي سفر نشيد الإنشاد ٧: ٧، ٨ ،٩
[قامتك هذه شبـيـهة بالنخـلة، وثدياك بالعناقيد. فقلتُ: «إني أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها». وتكون ثدياك كعناقيد الكرم، ورائـحة أنفك كالتفاح، وحنكك كأجود الـخـمر.]
فهنا ☝️، كاتب السفر يريد أن يـمسك بثدي عشيقته ويـمارس الـجنس الفموي، ولذلك يقول القس الشـهير عالـمياً/ مات سليك في كـتاب (الرد الوافي على تساؤلاتك الـجنسية - 44 سؤالاً وإجابتهم من الكتـاب الـمقدس| صفحة 32) ما يلي:
[ما ذُكر في نشيد الأنشاد 7: 8 ، فإن مداعبة الثديـيـن تبدو جلية هنا، والكاتب يقصدها بشكل واضـح. وإن الكاتب كان يقصد ويعني ما يقوله بشأن الاستـمتاع بـجسد الآخر. وحيث أن الفم جزء من هذا التعبير عن الاستـمتاع. فإذن يبدو أنه من الصحيح أن نقول إن الـجنس الفموي شئ مباح.... ، ويتضح لنا من السياق والقرينة أن الـمضاجعة الـجنسية الـحميمة مقصودة وواضـحة من النص.]
وعلى فكرة، كاتب هذا الاقتباس ☝️ هو القس الكبير/ مات سليك ، الذي أسَّس منظمة تنصير عالـمية (CARM) والـمعروفة باسم (وزراة الدفاع والأبـحاث الـمسيحية) ، ويعمل رئيساً لـها. وهذا القس حاصل على درجة الـماجستير من كلية اللاهوت (وستـمنستر) الواقعة في (اسكنديودو) بـولاية (كاليفورنيا). هذا القس يكتب الـمقالات الدفاعية منذ عام 1995م ، وقد زاره أكثر من 147 مليون زائر ، ويدعم التنصير في كلاً من البرازيل وكولومبيا وتركـيا وقارة أفريقيا. وأما من ترجم مقالاته وجمعها بالعربـية، فهو الـمرنم الـمسيحي الـمشهور/ بـيتر ويصا (مسيحي عربي).
*------*------*-------*------*
ملحوظة:
* كاتب سفر نشيد الإنشاد كان يـمارس الفاحشة مع عشيقته (نرجس) ، وهي لم تكن زوجته، وقد أثبتُ ذلك في هذا الـمقال:
* التفسير الرمزي هو هرطقة وثنية:
جزاك الله خير اخي الكريم
ردحذف