مضمون الشبـهة:
يزعم أعداء الإسلام أن القرآن حصلت فيه زيادة وتـحريف، ويستشـهدون على ذلك بالرواية التالية:
[أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِيمَا أَحْسَبُ قَالَ: " لَـمَّا كَانَ بَعْدَ بَـيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ، قَعَدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي بَيْتِهِ. فَقِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ: قَدْ كَرِهَ بَـيْعَتَكَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَكَرِهْتَ بَـيْعَتِي؟ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ قَالَ: مَا أَقْعَدَكَ عَنِّي؟ قَالَ: رَأَيْتُ كِـتَابَ اللَّهِ يُزَادُ فِيهِ، فَـحَدَّثْتُ نَفْسِي أَنْ لَا أَلْبَسَ رِدَائِي إِلَّا لِصَلَاةٍ حَتَّى أَجْمَعَهُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنَّكَ نِعْمَ مَا رَأَيْتَ. قَالَ مُحَمَّدٌ: فَقُلْتُ لَهُ: أَلَّفُوهُ كَـمَا أُنْزِلَ، الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ؟ قَالَ: لَوِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْـجِنُّ عَلَى أَنْ يُؤَلِّفُوهُ ذَلِكَ التَّأْلِيفَ مَا اسْتَطَاعُوا. قَالَ مُحَمَّدٌ: أَرَاهُ صَادِقًا]
-----------------
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
أولاً: هذه الرواية ☝️ أصلاً ضعيفة الإسناد ولم تصح؛ وذلك بسبب الانقطاع بين عكرمة والـحدث؛ فعكرمة وُلد سنة ٢٥ هـجرياً ولم يـحضر الـحوار الذي دار بين أبي بكر وعليّ، فكيف عرف هذا الـحوار وخصوصاً أنه لم يذكر صراحةً مَن الذي أخبره بهذا الأمر؟!
ثم إن الراوي هوذة بن خليفة معروف بأن روايته عن عوف ضعيفة كمـا أخبرنا يـحيى بن معين.
ثم إن الرواية فيها شك من الراوي، ولذلك وردت عبارة [فِيمَا أَحْسَبُ قَالَ].
ثانياً:
الرواية تقول أن علي بن أبي طالب سارع في حفظ القرآن الكريم حتى جمعه جزءًا جزءًا بكل دقة وإتقان كـما أُنزل على النبي؛ لدرجة أن لو اجتمع الإنس والـجـن لن يفعلوا مثل ما فعل عليّ وأبو بكر.
فالرواية نفسـها تثبت حفظ القرآن الكريم، ولذلك وردت عبارة (كمـا أنزل).
فـ(علي بن أبي طالب) جمع أصول القرآن بدون تـحريف أو زيادة.
ثالثاً:
كلمة (ألَّفوه) يفهمها الكثير من الناس بالـخطأ، لذلك دعني أوضـح لك معناها:
كلمة (ألَّف) في اللغة العربـية تأتي بـمعنى: (جمع).
★ ورد في معجم لسان العرب ما يلي:
[وأَلَّفْتُ بينهم تأْلِيفاً إذا جَمَعْتَ بينهم بعد تَفَرُّقٍ، وأَلَّفْتُ الشيء تأْلِيفاً إذا وصلْت بعضه ببعض؛ ومنه تأْلِيفُ الكتب.... وأَلَّفَه: جمع بعضه إلى بعض، وتَأَلَّفَ: تَنَظَّمَ]
★ وورد في الـمعـجم الوسيط:
فعبارة [ألفوه كمـا أُنزل] تعني جمعوا آيات القرآن كلها إلى بعضـها في الـمصحف وليس الـمقصود أنهم اخترعوا قرآناً.
--------------
مقالات أخرى ذات صلة :
١- القديس أثناسيوس الرسولي ينكر أسفار الكـتاب الـمقدس:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2023/05/blog-post_20.html
٢- مؤرخ الكنيسة يوسابـيوس القيصري يهدم عصمة الكتـاب الـمقدس:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2023/04/blog-post_30.html
٣- الأب القديس يوحنا ذهبي الفم يثبت تـحريف الكـتاب الـمقدس:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2023/03/blog-post_10.html
٤- أثناسيوس الرسولي يثبت تـحريف الكـتاب الـمقدس:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/12/blog-post_62.html
٥- الأسفار الـمنحولة في الكـتاب الـمقدس:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/02/blog-post_9.html
٦- الكنيسة الكاثوليكية تعترف رسـمياً بتـحريف الكـتاب الـمقدس:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2021/08/blog-post_31.html
___________
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا