هل المصادر الإسلامية بها أدلة على إلوهية يسوع أو المسيح

في هذا المقال سوف نرد على استدلالات المسيحيين من القرآن والسُنة حيث يحاولون إثبات إلوهية المسيح

 مضمون الشبهة:

يزعم المسيحيون أن المصادر الإسلامية (القرآن والسُنة) بها نصوص تدل على إلوهية المسيح ، ويستدل المسيحيون ببعض الاستدلالات التي سنعرضها لكم ثم سنرد على استدالات هؤلاء المسيحيين.


أولاً:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه مولود من عذراء بدون أب!

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

أصلاً، لا يوجد شخص عاقل يؤمن أن الإله مولود من امرأة سواء كانت امرأة متزوجة أو عذراء ؛ فالإله الحقيقي لا يَلد ولا يولد أصلاً.

ثم إن آدم لم يكن له أب ولا أم ، وكذلك حواء لم يكن لها أب ولا أم ، فهل هم آلهة؟!

بل حتى الكتاب المقدس تحدث عن (مَلكي صادق) بأنه ليس له أب ولا أم حيث يقول عنه الكتاب المقدس في رسالة بولس إلى العبرانيين 7: 3 ما يلي:

[بلا أب، بلا أم، بلا نسب. لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة. بل هو مشبه بابن الله. هذا يبقى كاهناً إلى الأبد.]

والكتاب المقدس نفسه لم يذكر أن لإبليس أب ، ولم يذكر أن للملاك ميخائيل أب ، ولم يذكر أن للملاك جبرائيل أب ، فهل هم آلهة أيضاً؟!

============

ثانياً:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه من روح الله!

وأنا أرد على هذا الحجة السخيفة وأقول:

* آدم كان من روح الله حيث قال الله تعالى:

﴿فَإِذَا سَوَّیۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِیهِ مِن رُّوحِی فَقَعُوا۟ لَهُۥ سَـاجِدِینَ﴾ [الحجر ٢٩] [ص ٧٢]


* والإنسان بصفة عامة هو من روح الله حيث قال الله تعالى:

﴿ٱلَّذِیۤ أَحۡسَنَ كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقَهُۥ وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَـانِ مِن طِینࣲ ۝٧ ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَالَةࣲ مِّن مَّاۤءࣲ مَّهِینࣲ ۝٨ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِیهِ مِن رُّوحِهِۦۖ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـارَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِیلࣰا مَّا تَشۡكُرُونَ ۝٩﴾ [السجدة ٧-٩]


* وحتى الكتاب المقدس تكلم عن أكثر من روح للإله حيث ورد في سِفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 4: 5 ما يلي:

[ومِن العرش يخرج بروق ورعود وأصوات. وأمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة، هي سبعة أرواح الله.]


وقال بولس في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 8 ما يلي:   
[بل الله الذي أعطانا أيضاً روحه القدوس.]


وقال بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 12 ما يلي:
[ونحن لم نأخذ روح العالم، بل الروح الذي من الله، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله]

وقال بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 3: 16 ما يلي:
[أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟]

وقال بولس في رسالته الاولى إلى أهل كورنثوس 7: 40 ما يلي:
[وأظن أني أنا أيضاً عندي روح الله.]

أي أن بولس وأصحابه كانت عندهم روح الرب أيضاً!

وقال الكتاب المقدس عن استفانوس في سفر أعمال الرسل 7: 55 ما يلي:
[وأما هو فشَخَصَ إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس]

وتكلم الكتاب المقدس عن سيف الروح واصفاً إياه بكلمة الله حيث يقول بولس في رسالته إلى أفسس 6: 17 ما يلي:
[وخذوا خوذة الخلاص، وسيف الروح الذي هو كلمة الله.]

فأين هو أقنوم السيف، وهل هذا السيف إله رابع؟!


===============

ثالثاً:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه هو الوحيد الذي تكلم في المهد!!!

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

بغض النظر عن تكلم المسيح في المهد أو لا، فإن الإله الحقيقي لا يكون له مهد أصلاً؛ فالمهد هو سرير الطفل الصغير ؛ فهل الإله يحتاج لسرير أطفال؟!

إنه من العجيب أن يؤمن المسيحيون بأن سرير إلههم كان عبارة عن معلف للبهائم كما ورد في إنجيل لوقا 2: 7

 ثم إن النبي محمد أخبرنا بأن هناك أشخاصاً آخرين غير المسيح قد تكلموا في المهد ؛ فقد ورد في صحيح البخاري (٣٤٣٦)، ومسلم (٢٥٥٠) أن النبي أشار إلى ثلاثة تكلموا في المهد ومنهم: عيسى ابن مريم ، والطفل المتعلق بقضية جريج ، والطفل الذي دعا ربه ألا يكون مثل الرجل الجبار.


=============

رابعاً:

يزعم المسيحيون أن المسيح معصوم من الخطأ لأن القرآن قال عنه: ﴿وَجِیهࣰا فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡآخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِینَ﴾ [آل عمران ٤٥]

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

نحن كمسلمين نؤمن أن الأنبياء ليسوا ذوي عصمة مطلَقة بل هم معصومون فقط من كبائر الذنوب ، أما الأخطاء الطفيفة فهم ليسوا معصومين منها. 

ثم إن الآية السابقة ليس فيها أي إشارة إلى عصمة المسيح بل الآية تتحدث عن الوجاهة؛ أي القدر والرفعة والمنزلة والسلطة والجاه.

وعلى فكرة ، القرآن الكريم تحدث عن موسى أيضاً بأنه وجيه حيث قال الله تعالى:

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ ءَاذَوۡا۟ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُوا۟ۚ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِیهࣰا [الأحزاب ٦٩]


===========

خامساً:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه هو الوحيد الذي سُمِيَ بالمسيح!

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

أولاً: الإله الحقيقي لا يجوز تسميته بالمسيح أصلاً؛ لأن كلمة (المسيح) بحسب الكتاب المقدس تعني رجل مدهون بالدهن والزيت ليتم تنصيبه ملكاً أو نبياً، فهل من المعقول أن يكون الإله مدهوناً بالزيت والدهن؟! 

ثم إنكم تعلمون جيداً أن المسيح الدجال سُمي بالمسيح أيضاً، فهل هو إله حقيقي؟!

وحتى الكتاب المقدس أخبرنا أن هناك أكثر من شخص سُمِيَ بالمسيح مثل كورش وداود كما ورد في سِفر [إشعياء 45: 1]، [المزامير 18: 50]

وورد في الكتاب المقدس في بداية سِفر صموئيل الثاني - الأصحاح 23 عن داود أنه مسيح الرب حيث ورد ما يلي:

[فهذه هي كلمات داود الأخيرة: «وحي داود بن يَسَّى ووحي الرجل القائم في العلا مسيح إله يعقوب ومرنم إسرائيل الحلو»]


=============

سادساً:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأن أمه طاهرة ومُصطفَاة على نساء العالمين؟!

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

بغض النظر عن طهارة مريم ، فإن الإله الحقيقي لا يكون له أم أصلاً.

وطهارة الأم ليست شرطاً للإلوهية.

وحتى لو افترضنا أن طهارة الأم تدل على إلوهية المسيح ، إذن هل الروح القدس كان له أم طاهرة أيضاً ، وهل كان الآب له أم طاهرة أيضاً؟!

ثم إنني أود أن أسأل المسيحيين سؤالاً محرجاً وأقول:

هل والدات إبراهيم ويعقوب وموسى وصموئيل وإشعياء وبولس كن طاهرات أيضاً أم لا؟

إذا أجاب المسيحي بـــــــ نعم ، إذن هؤلاء الأشخاص آلهة أيضاً بنفس منطق المسيحي.

وإذا أجاب المسيحي بـــــــ لا ، إذن والدات هؤلاء الأشخاص كن نجسات!!!

  وعلى فكرة ، الكتاب المقدس ينص على أن والدة المسيح كانت نجسة ؛ فالعهد القديم (اللاويين 12: 2) ينص على أن المرأة التي تلد تصبح نجسة لفترة معينة وتنجس كل ما تلمسه ، ولذا تحتاج إلى أن تقدم شيئاً للكاهن لكي تتطهر ، ولذا قدمت مريم ذبيحة للرب (زوج يمام أم فرخي حمام) كما ورد في إنجيل لوقا الأصحاح 2 ، مع العلم أن مريم آنذاك كانت ما تزال تتبع شريعة العهد القديم كما أشار إنجيل لوقا.

وطالما أن مريم لمست يسوع في أول ولادته ، إذن هو أصبح نجساً مثلها كما يقول الكتاب المقدس.

فلماذا يريد المسيحيون أن نترك القرآن الذي ينص على طهارة المسيح ، ويريد منا المسيحيون أن نتبع الكتاب المقدس الذي ينص على نجاسة المسيح وأمه؟!


===========

سابعاً:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه جعل أتباعه في مكانة أسمى من الجميع!

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

القرآن لم يذكر أن المسيح بنفسه هو مَن جعل أتباعه في مكانة أسمى بل القرآن نَصَّ على أن الله بذاته هو مَن جعل أتباع المسيح في مكانة أسمى وليس المسيح نفسه.

يقول الله تعالى:

﴿إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـا عِیسَىٰۤ إِنِّی مُتَوَفِّیكَ وَرَافِعُكَ إِلَیَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَجَاعِلُ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوكَ فَوۡقَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـامَةِۖ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأَحۡكُمُ بَیۡنَكُمۡ فِیمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ﴾ [آل عمران ٥٥]

ثم إن المسلمين هم أتباع المسيح الحقيقيون، وهم مَن ينفذون وصاياه في توحيد الله ، أما المسيحيون فهم مجرد وثنيون يتبعون الكهنة والمجامع والكنائس فقط...، ولذلك فإن المسلم في مكانة أسمى من المسيحي المهرطق الذي يعادي المسيح ويرفض تعاليمه.

حتى الكتاب المقدس نفسه أشار إلى أن المسيحيين هم أعداء المسيح ، ولذلك سيطردهم المسيح يوم القيامة حيث ورد في إنجيل متَّى 7: 21-23 ما يلي:

[ليس كل مَن يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب! أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟

 فحينئذ أُصرِّح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!]


==========

ثامناً:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه مات وقام من الأموات ويستدلون بالآية رقم 33 من سورة مريم

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

هذه الآية القرآنية تقول:

 ﴿وَبَرَّۢا بِوَا⁠لِدَتِی وَلَمۡ یَجۡعَلۡنِی جَبَّارࣰا شَقِیࣰّا ۝٣٢ وَٱلسَّلَامُ عَلَیَّ یَوۡمَ وُلِدتُّ وَیَوۡمَ أَمُوتُ وَیَوۡمَ أُبۡعَثُ حَیࣰّا ۝٣٣﴾ [مريم ٣٢-٣٣]

 الآية السابقة تنص على أن السلام على المسيح في يوم موته ويوم بعثه حياً. ونحن كمسلمين نؤمن أن المسيح وُلِدَ ثم رُفِعَ إلى السماء ثم يعود قبل يوم القيامة ويعيش بيننا ثم يموت ثم تقوم القيامة ويقوم الأموات من الموت ومن ضمنهم المسيح.

أي أن الآية السابقة ليس فيها أي دليل على موت المسيح في الماضي بل الآية تتكلم عن موته في المستقبل بعد أن يعود.

ثم إن الآيات القرآنية السابقة تنفي إلوهية المسيح؛ لأن الإله الحقيقي لا يموت أصلاً، والإله الحقيقي لا يكون له والدة ، وكذلك نفت الآية القرآنية السابقة أن يكون المسيح جباراً...، لكننا كلنا نعرف أن الإله الحقيقي يكون جباراً وحتى الكتاب المقدس نفسه اعترف أن الإله جبار كما جاء في سِفر التثنية 10: 17 ، وبالتالي فإن المسيح ليس إله نظراً لأنه ليس جبار.

ثم إن القرآن الكريم وصف يحيى بن زكريا بنفس الصفات التي وصف بها المسيح حيث قال الله عن النبي يحيى ما يلي:

﴿وَبَرَّۢا بِوَالِدَیۡهِ وَلَمۡ یَكُن جَبَّارًا عَصِیࣰّا ۝١٤ وَسَلَامٌ عَلَیۡهِ یَوۡمَ وُلِدَ وَیَوۡمَ یَمُوتُ وَیَوۡمَ یُبۡعَثُ حَیࣰّا ۝١٥﴾ [مريم ١٤-١٥]

فهل يحيى إله أيضاً؟!

بالطبع لا.


===========

تاسعاً:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه رحمة من الله كما جاء في سورة مريم الآية 21

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

القرآن الكريم نَصَّ أيضاً على أن النبي محمد هو رحمة من الله للناس حيث قال الله تعالى:

﴿وَمِنۡهُمُ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱلنَّبِیَّ وَیَقُولُونَ هُوَ أُذُنࣱۚ قُلۡ أُذُنُ خَیۡرࣲ لَّكُمۡ یُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَیُؤۡمِنُ لِلۡمُؤۡمِنِینَ وَرَحۡمَةࣱ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ... [التوبة ٦١]


وقال الله تعالى عن النبي محمد:

﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـاكَ إِلَّا رَحۡمَةࣰ لِّلۡعَـالَمِینَ﴾ [الأنبياء ١٠٧]


=================

عاشراً:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأن الله جعله آيةً للناس كما ورد في سورة مريم - الأية 21

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

القرآن الكريم قد نَصَّ أيضاً على أن الله جعل الرجل الذي مر على القرية آيةً للناس، وقد ورد في سورة البقرة أن هذا الرجل مات مائة عام ثم أقامه الله من الموت.

يقول الله تعالى في سورة البقرة - الآية 259 ما يلي:

 ﴿أَوۡ كَٱلَّذِی مَرَّ عَلَىٰ قَرۡیَةࣲ وَهِیَ خَاوِیَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ یُحۡیِۦ هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِا۟ئَةَ عَامࣲ ثُمَّ بَعَثَهُۥ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ یَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ یَوۡمࣲۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِا۟ئَةَ عَامࣲ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ یَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَایَةࣰ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَیۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمࣰاۚ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [البقرة ٢٥٩]


=================

النقطة الحادية عشر:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه كان شهيداً على قومه ثم رحل عن عالمنا وتبادل الرقابة مع الله ، ويستدل المسيحيون بآية 117 من سورة المائدة.

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

الآية التي يستدل بها المسيحيون تقول:

﴿مَا قُلۡتُ لَهُمۡ إِلَّا مَاۤ أَمَرۡتَنِی بِهِۦۤ أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ رَبِّی وَرَبَّكُمۡۚ وَكُنتُ عَلَیۡهِمۡ شَهِیدࣰا مَّا دُمۡتُ فِیهِمۡۖ فَلَمَّا تَوَفَّیۡتَنِی كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِیبَ عَلَیۡهِمۡۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ﴾ [المائدة ١١٧]

الآية السابقة تنص على أن للمسيح رب ، وأنه أمر الناس بعباده ربه وليس عبادة نفسه ، ولكن المسحيين بتروا الآية من سياقها ليكذبوا على الناس.

ثم إن الإله الحقيقي لا يتبادل الرقابة مع غيره بل يظل شهيداً حتى النهاية...، أما المسيح فإنه بحسب الآية لم يستطيع أن يظل شهيداً على قومه نظراً لأنه رحل ولم يعد يرى قومه ولا يعلم حالهم.

ثم إن القرآن الكريم نَصَّ على أن الأنبياء شهداء على قومهم وليس المسيح وحده؛ فمثلاً:

قال الله تعالى عن محمد:

﴿وَكَذَ⁠لِكَ جَعَلۡنَـاكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰا [البقرة ١٤٣]

 ﴿فَكَیۡفَ إِذَا جِئۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۭ بِشَهِیدࣲ وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰۤؤُلَاۤءِ شَهِیدࣰا [النساء ٤١]

﴿وَیَوۡمَ نَبۡعَثُ فِی كُلِّ أُمَّةࣲ شَهِیدًا عَلَیۡهِم مِّنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَجِئۡنَا بِكَ شَهِیدًا عَلَىٰ هَـٰۤؤُلَاۤءِ...﴾ [النحل ٨٩]

﴿وَجَـاهِدُوا۟ فِی ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦۚ هُوَ ٱجۡتَبَاكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلدِّینِ مِنۡ حَرَجࣲۚ مِّلَّةَ أَبِیكُمۡ إِبۡرَاهِیمَۚ هُوَ سَمَّاكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ مِن قَبۡلُ وَفِی هَـٰذَا لِیَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِیدًا عَلَیۡكُمۡ وَتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ...﴾ [الحج ٧٨]


وحتى ملائكة الأعمال تكون شاهدة حيث قال الله تعالى:

﴿وَجَاۤءَتۡ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّعَهَا سَاۤىِٕقࣱ وَشَهِیدࣱ﴾ [ق ٢١]


=================

النقطة الثانية عشر:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأن الله اصطفى والدته على نساء العالمين!!!

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

الإله الحقيقي لا يكون له والدة أصلاً، ولذلك ورد في سورة الإخلاص أن الله لم يَلد ولم يُولد.

ثم إن الاصطفاء قد يحدث لأكثر من شخص ، وهناك نساء أخريات قد اصطفاهن الله مثل سارة زوجة إبراهيم حيث قال الله تعالى:

 ﴿۞ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰۤ ءَادَمَ وَنُوحࣰا وَءَالَ إِبۡرَاهِیمَ وَءَالَ عِمۡرَ انَ عَلَى ٱلۡعَـالَمِینَ﴾ [آل عمران ٣٣]

وسارة كانت من آل إبراهيم كما ورد في سورة هود - الآية 73

والقرآن الكريم أشار إلى أن الله اصطفى أشخاصاً كثيرين مثل النبي موسى حيث ورد في القرآن ما يلي:

﴿قَالَ یَـا مُوسَىٰۤ إِنِّی ٱصۡطَفَیۡتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَـالَاتِی وَبِكَلَامِی فَخُذۡ مَاۤ ءَاتَیۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـاكِرِینَ﴾ [الأعراف ١٤٤]


والكتاب المقدس نفسه ذكر أن الرب اصطفى أشخاصاً كثيرين وقدَّسهم؛ فمثلاً:

 ورد في سفر المكابيين الثاني 1: 25 ما يلي:

[يا مَن هو وحده المتفضل، العادل القدير الأزلي، مخلص إسرائيل من كل شر، الذي اصطفى آباءنا وقدسهم.]


==============

النقطة الثالثة عشر:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأن الشيطان لم يستطع لمسه حين الولادة ، ويستدل المسيحيون بالحديث النبوي التالي:

[كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطانُ في جَنْبَيْهِ بإصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ، غيرَ عِيسى ابْنِ مَرْيَمَ، ذَهَبَ يَطْعُنُ فَطَعَنَ في الحِجابِ.

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

الحديث السابق نفسه يثبت أن المسيح ليس إلهاً ؛ فالحديث يتكلم عن بني آدم أي أن المسيح إنسان من بني آدم وليس إلهاً.

والحديث نفسه أشار إلى [عيسى بن مريم] ، ولم يقل: [عيسى ابن الله] ؛ فالمسيح ابن امراة بشرية وليس ابن إله كما يظن المسيحيون السذج.

ثم إن السُنة النبوية أشارت إلى أن الشيطان لم يستطع أيضاً أن يمس مريم حين مولدها ، فهل مريم واحدة من الآلهة أيضاً؟!

ورد في صحيح مسلم (٢٣٦٦) عن أبي هريرة أنه قال:

[قال رسول الله: ما مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلّا نَخَسَهُ الشَّيْطانُ، فَيَسْتَهِلُّ صارِخًا مِن نَخْسَةِ الشَّيْطانِ، إِلّا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ. ثُمَّ قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: ﴿وَإنِّي أُعِيذُها بكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ﴾[آل عمران: ٣٦]]

 

فـ(مريم) أيضاً حماها الله من الشيطان حين وُلدت ، وذلك ليس بسبب كونها إله ولا أنها والدة الإله بل لأن أمها دعت الله أن يحميها هي وذريتها من الشيطان حيث قال الله تعالى:

﴿إِذۡ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ عِمۡرَانَ رَبِّ إِنِّی نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِی بَطۡنِی مُحَرَّرࣰا فَتَقَبَّلۡ مِنِّیۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ ۝٣٥ فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا قَالَتۡ رَبِّ إِنِّی وَضَعۡتُهَاۤ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ وَلَیۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ وَإِنِّی سَمَّیۡتُهَا مَرۡیَمَ وَإِنِّیۤ أُعِیذُهَا بِكَ وَذُرِّیَّتَهَا مِنَ ٱلشَّیۡطَـانِ ٱلرَّجِیمِ ۝٣٦﴾ [آل عمران ٣٥-٣٦]


ثم إن الكتاب المقدس يخبرنا أن الشيطان لمس يسوع وأخذه وطار به إلى الجبل وكذلك أخذه وذهب للهيكل.

ورد في إنجيل متَّى الأصحاح 4 ما يلي:

[5- ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة، وأوقفه على جناح الهيكل...

8- ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جداً، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها.]


فهل من المعقول أن نترك الإسلام الذي يمدح في المسيح ثم نتمسك بالكتاب المقدس الذي يهين المسيح؟!


=================

النقطة الرابعة عشر:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه استطاع إحياء الموتى!

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

القرآن الكريم أشار إلى أن المسيح لم يفعل ذلك بقدرة نفسه بل إن إحياء الموتى حصل بقدرة الله وحده ؛ فالله هو مَن يُجرِي المعجزات على يد أنبيائه؛ ولذلك ورد في القرآن الكريم ما يلي:

﴿وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرا⁠ۤءِیلَ أَنِّی قَدۡ جِئۡتُكُم بِـَٔایَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ أَنِّیۤ أَخۡلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّینِ كَهَیۡـَٔةِ ٱلطَّیۡرِ فَأَنفُخُ فِیهِ فَیَكُونُ طَیۡرَۢا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۖ وَأُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ وَأُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأۡكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِی بُیُوتِكُمۡۚ إِنَّ فِی ذَ⁠لِكَ لَـَٔایَةࣰ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ [آل عمران ٤٩]


وقال الله تعالى:

﴿إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـا عِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ ٱذۡكُرۡ نِعۡمَتِی عَلَیۡكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذۡ أَیَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِی ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلࣰا وَإِذۡ عَلَّمۡتُكَ ٱلۡكِتَـابَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَاةَ وَٱلۡإِنجِیلَۖ وَإِذۡ تَخۡلُقُ مِنَ ٱلطِّینِ كَهَیۡـَٔةِ ٱلطَّیۡرِ بِإِذۡنِی فَتَنفُخُ فِیهَا فَتَكُونُ طَیۡرَۢا بِإِذۡنِی وَتُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ بِإِذۡنِی وَإِذۡ تُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِی وَإِذۡ كَفَفۡتُ بَنِیۤ إِسۡرَاءِیلَ عَنكَ إِذۡ جِئۡتَهُم بِٱلۡبَیِّنَـاتِ فَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا سِحۡرࣱ مُّبِینࣱ﴾ [المائدة ١١٠]

فالآيات السابقة تدل دلالةً صريحةً على أن إحياء الموتى كان من نِعم الله على نبيه عيسى وأن عيسى فعل ذلك بقدرة الله وحده وليس بقدرة نفسه.

ولذلك ورد في الكتاب المقدس أن المسيح لم يستطع أن يفعل شيئاً بمشيئته الذاتية

ورد في إنجيل يوحنا 5: 30 ما يلي:

[قال يسوع: أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً.] 


وقد أشار القرآن الكريم إلى أن معجزة إحياء الموتى حصلت على يد أشخاص آخرين غير المسيح؛ فمثلاً: في سورة البقرة - الآية 73، حصلت معجزة إحياء الموتى بتوجيهات الله على لسان نبيه موسى.

وفي الكتاب المقدس ، جرى إحياء الموتى على يد أشخاص آخرين غير المسيح ؛ فمثلاً: النبي حزقيال أحيا جيشاً بأكمله فقد ورد في سفر حزقيال 37: 9، 10 ما يلي:

[فَقَالَ لِي: «تَنَبَّأْ لِلرُّوحِ، تَنَبَّأْ يَا ابْنَ آدَمَ، وَقُلْ لِلرُّوحِ: هكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَلُمَّ يَا رُوحُ مِنَ الرِّيَاحِ الأَرْبَعِ وَهُبَّ عَلَى هؤُلاَءِ الْقَتْلَى لِيَحْيَوْا».

فَتَنَبَّأْتُ كَمَا أَمَرَني، فَدَخَلَ فِيهِمِ الرُّوحُ، فَحَيُوا وَقَامُوا عَلَى أَقدَامِهِمْ جَيْشٌ عَظيمٌ جِدًّا جِدًّا.]


وفي الكتاب المقدس ، جرت معجزة إحياء الموتى على يد أليشع في سِفر الملوك الثاني - الأصحاح الرابع.


==========

النقطة الخامسة عشر:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأن القرآن وصفه بأنه يخلق من الطين كهيئة الطير!!!

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

معجزات موسى في القرآن كانت أعظم من المسيح؛ فالنبي موسى جرت على يده معجزة تحول العصا الصلبة إلى ثعبان كبير حي بمجرد أن يرمي العصا من يده.

أما المسيح فإنه كان يجلب الطين اللين ثم يستغرق وقتاً في تشكيله ليجعله على شكل طائر ثم ينفخ فيه فيتحول الطين في النهاية إلى طائر حي صغير مقارنةً بثعبان موسى. وهنا يتضح لنا أن معجزة موسى كانت أكبر وأسرع وأعقد من معجزة المسيح.

وقد ورد في الكتب الإسلامية معجزة النبي صالح حيث تحول الصخر الصلب إلى ناقة له.

والغريب في الأمر أن الكثير من المسيحيين يظنون أن المسيح خلق الطائر من العدم بالرغم من أن القرآن نفسه أشار إلى أن المسيح استخدم الطين ولم يصنع الطائر من العدم. وكانت هذه المعجزة بقدرة الله وحده وليست بقدرة المسيح ولذلك يقول الله تعالى:

﴿وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَا⁠ۤءِیلَ أَنِّی قَدۡ جِئۡتُكُم بِـَٔایَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ أَنِّیۤ أَخۡلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّینِ كَهَیۡـَٔةِ ٱلطَّیۡرِ فَأَنفُخُ فِیهِ فَیَكُونُ طَیۡرَۢا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ

أي أن المسيح لم يستطع أن يفعل أي معجزة إلا بعد إذن الله.

وعلى فكرة ، الكثير من المسيحيين يظنون أن معنى كلمة (خلق) هو فقط الايجاد من العدم بالرغم من أن كلمة (خلق) في اللغة العربية لها معاني أخرى حيث تأتي أيضاً بمعنى: صنع وأنشأ وصوَّر.

وقد استخدم القرآن الكريم كلمة (خلق) مع الكفار حيث قال:

﴿إِنَّمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَـانࣰا وَتَخۡلُقُونَ إِفۡكًاۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا یَمۡلِكُونَ لَكُمۡ رِزۡقࣰا فَٱبۡتَغُوا۟ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ وَٱشۡكُرُوا۟ لَهُۥۤ إِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾ [العنكبوت ١٧]

فهنا ☝، قال الله عن الكفار أن يخلقون إفكاً أي يصنعون الإفك.

ونحن نستخدم كلمة (خلق) في حياتنا اليومية ، مثل أن يقول أحدنا للآخر: [أنت تختلق الأعذار]

وحتى الكتاب المقدس في عدة نصوص قد استخدم كلمة (خلق) ونسبها للكثير من البشر على أنهم يخلقون، وكنتُ قد تكلمت عن هذه النقطة في منشور منفصل ، وسأترك لكم الرابط في النهاية.

وعلى فكرة، قد جرت على يد النبي محمد معجزات كثيرة مع الجماد مثل أنه طلب من شجرة السلمة أن تشهد أمام الأعرابي بأنه رسول الله فأقبلت الشجرة وشهدت بذلك ثم رجعت لمكانها.

وأيضاً ذهب النبي محمد لقضاء حاجته وطلب من شجرتين أن تستراه ففعلتا.

وكذلك حَنَّ جذع الشجرة إلى النبي فنزل النبي من على المنبر وهدأه.

وكذلك هناك شهادة الذئب بنبوة النبي محمد.

وكل هذه المعجزات وردت في كتاب (بينات الرسول ومعجزاته) لــ(عبد المجيد الزندانى)

==============

النقطة السادسة عشر:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه صعد إلى السماء!!!

وأنا أرد على هذا الحجة السخيفة وأقول:

الملائكة صعدت إلى السماء ، فهل المسيح ملاك؟!

والشياطين صعدت إلى السماء ، فهل المسيح شيطان؟!

القرآن الكريم تكلم في سورة النجم عن معراج النبي وصعوده إلى السماء.

وحتى الكتاب المقدس تحدث عن صعود إيليا إلى السماء كما في سِفر (الملوك الثاني 2: 1) ، وسِفر الملوك الثاني (2: 11)

وصعد أخنوخ إلى الرب كما ورد في سِفر (التكوين 5: 24)

وتكلم بولس عن صعود شخص إلى السماء في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 2

وتحدث سِفر (رؤيا يوحنا اللاهوتي 11: 12) عن صعود نبيين إلى السماء في آخر الزمان.

وتحدث السنكسار عن صعود مريم إلى السماء بعد موتها.

والخلاصة مما سبق أن كتب المسيحيين نفسها تشهد بأن المسيح ليس هو الوحيد الذي صعد للسماء.


===============

النقطة السابعة عشر:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه يُلقَب بكلمة الله!!!

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

كون أن المسيح يُلقَب بكلمة الله فإن هذا لا يعني أنه هو الله ، وليس هناك علاقة بين هذا اللقب والإلوهية أصلاً.

أنت أسمر اللون لكن كلمتك ليست سمراء مثلك، والكلمة ليست جوهر الشخص نفسه كما يظن المسيحيون.

ثم إن الكتاب المقدس قد أشار مراراً إلى أن الأنبياء كانوا كلمة الله الناطقة؛ فمثلاً:

* ورد عن النبي داود في سِفر صموئيل الثاني 23: 2 ما يلي 

[روح الرب تكلَّم بي وكلِمتُه على لساني.]

* وورد في عن النبي إرميا في سِفر إرميا 32: 6 ما يلي:

[فقال إرميا: كلمة الرب صارت إليَّ قائلة....]

* وورد في سِفر حزقيال 14: 2 عن حزقيال ما يلي:

[فصارت إليَّ كلمة الرب قائلة]

* وورد في سِفر صَفَنيَا 1: 1 ما يلي 

[كلمة الرب التي صارت إلى صَفَنيَا بن كوشي]

وورد في سِفر حَجَّي 2: 20 ما يلي:

[وصارت كلمة الرب ثانيةً إلى حَجَّي، في الرابع والعشرين من الشهر قائلاً...]


ثم إن الكتاب المقدس ليس فيه أي نص صريح يصف المسيح بأنه (كلمة الله) ، وأنا كنت قد تكلمتُ عن هذه النقطة في منشور مستقل وسأترك رابطه في نهاية المنشور.  

ثم إن المسيحيين يؤمنون أن الكتاب المقدس هو كلمة الله أيضاً ، فهل الكتاب المقدس إله ، وهل التوراة إله ، وهل رسالة يعقوب أو بطرس إله؟!


=============

النقطة الثامنة عشر:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه كا ينبيء الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم!

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

صفة الإنباء هنا ليست دليلاً على إلوهية المسيح ، وقد ذكر القرآن أشخاصاً آخرين ينبئون غيرهم ؛ فمثلاً: آدم أنبأ الملائكة بأسماء الأشياء التي جهلوها حيث يقول الله تعالى:

﴿قَالَ یَا آدَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَاۤىِٕهِمۡۖ فَلَمَّاۤ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَاۤىِٕهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ غَیۡبَ ٱلسَّمَـاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ﴾ [البقرة ٣٣]


والنبي محمد أنبأ قومه ببعض الأخبار التي جهلوها حيث ورد في القرآن ما يلي:

﴿قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرࣲّ مِّن ذَ ٰ⁠لِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَیۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِیرَ وَعَبَدَ ٱلطَّـاغُوتَۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ شَرࣱّ مَّكَانࣰا وَأَضَلُّ عَن سَوَاۤءِ ٱلسَّبِیلِ﴾ [المائدة ٦٠]

والخضر قد أنبأ موسى ببعض الأمور الغيبية المستقبلية التي جهلها حيث يورد في القرآن على لسان الخضر ما يلي:

﴿قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَیۡنِی وَبَیۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِیلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَیۡهِ صَبۡرًا﴾ [الكهف ٧٨]

بل إن الكتاب المقدس الذي يؤمن به هؤلاء المسيحيون أخبرنا أن هناك عدة أشخاص غير المسيح ينبئون غيرهم، فمثلاً: يعقوب كان ينبئ أبناءه بأشياء مستقبلية حيث ورد في سِفر التكوين 49: 1-27 ما يلي:

[اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام ...]

وكذلك تنبأ صموئيل وإيليا كما في سِفر (صموئيل الأول ١٠/ ٢ - ٩) ، وسفر (الملوك الأول ٢١/ ٢١ - ٢٤)، وقد تحققت نبوءتهما في سِفر (الملوك الثاني ١٠/ ١ - ١٧)، وسفر (الملوك الثاني ٩/ ٣٠ - ٣٧).

ويوجد أمثلة كثيرة أخرى مثلما ورد في سِفر (صموئيل الأول ١٩/ ٢٣ - ٢٤)، وسفر (الملوك الثاني ٤/ ٨ - ١٨)، وسفر (الملوك الثاني ٨/ ١٢ - ١٣)، وإنجيل (يوحنا ١١/ ٤٩ - ٥٢)

وقد ذكر سِفر (العدد ٢٤/ ١٦) في وصف بلعام بن بعور المتنبئ الكافر الذي قتله موسى بأنه يسمع أقوال الله، ويعرف معرفة العلي ويرى رؤيا القدير.

وقال بلعام في سِفر العدد 24/ 14 ما يلي:

[والآن هوذا أنا منطلق إلى شعبي، هلم أنبئك بما يفعله هذا الشعب بشعبك في آخر الأيام]

وذكرت الأسفار التوراتية عددًا من تنبؤاته التي تحققت.

ثم إن الكتاب المقدس يخبرنا أن المسيح جهل أشياءً ولم يعرفها مثل أنه لم يعرف بالخبز وعدده كما ورد في إنجيل (متَّى ١٥/ ٣٤)، وجهل موعد الساعة كما في إنجيل (مرقس ١٣/ ٣٢ - ٣٣).

بل إن الكتاب المقدس يخبرنا أن يسوع أخبر الناس بأنه سيعود لهم قبل أن يموت جيله ولكن لم يعد حتى الآن بالرغم من موت جيله منذ 2000 سنة ماضية، ويمكنك أن تنظر إنجيل (مرقس ١٣/ ٢٦-٣٠، متَّى ١٠/ ٢٣).


===========

النقطة التاسعة عشر:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه دَيَّان حيث سيأتي آخر الزمان حَكماً مُسقِطاً!

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

أولاً: هناك فرق بين كلمة (الديَّان) وكلمة (الحَكم) من الناحية اللغوية.

 والحديث النبوي لم يذكر أن المسيح ديَّان بل ذكر أنه حَكم؛ أي أنه نبي يحكم بين الناس بالعدل. وهذه الصفة اشترك فيها سائر الأنبياء وليس المسيح لوحده؛ حيث يقول الله تعالى:

﴿أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ ءَاتَیۡنَـاهُمُ ٱلۡكِتَـابَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَۚ فَإِن یَكۡفُرۡ بِهَا هَـٰۤؤُلَاۤءِ فَقَدۡ وَكَّلۡنَا بِهَا قَوۡمࣰا لَّیۡسُوا۟ بِهَا بِكَـافِرِینَ﴾ [الأنعام ٨٩]


والله جعل النبي داود خليفة في الأرض وحَكماً بين الناس بالحق حيث يقول الله تعالى:

﴿یَـا دَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلۡنَـاكَ خَلِیفَةࣰ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱحۡكُم بَیۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَیُضِلَّكَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَضِلُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابࣱ شَدِیدُۢ بِمَا نَسُوا۟ یَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ﴾ [ص ٢٦]


والنبي محمد كان حَكماً بين الناس أيضاً حيث يقول الله تعالى:

﴿إِنَّاۤ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـابَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَیۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَاۤ أَرَاكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تَكُن لِّلۡخَاۤىِٕنِینَ خَصِیمࣰا﴾ [النساء ١٠٥]

﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا یُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ یُحَكِّمُوكَ فِیمَا شَجَرَ بَیۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا یَجِدُوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ حَرَجࣰا مِّمَّا قَضَیۡتَ وَیُسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمࣰا﴾ [النساء ٦٥]

﴿سَمَّـاعُونَ لِلۡكَذِبِ أَكَّـالُونَ لِلسُّحۡتِۚ فَإِن جَاۤءُوكَ فَٱحۡكُم بَیۡنَهُمۡ أَوۡ أَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡۖ وَإِن تُعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ فَلَن یَضُرُّوكَ شَیۡـࣰٔاۖ وَإِنۡ حَكَمۡتَ فَٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِینَ﴾ [المائدة ٤٢]

﴿وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـابَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَـابِ وَمُهَیۡمِنًا عَلَیۡهِۖ فَٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡ عَمَّا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّ﴾ [المائدة ٤٨]

﴿وَأَنِ ٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن یَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَیۡكَۖ﴾ [المائدة ٤٩]

﴿إِنَّمَا كَانَ قَوۡلَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذَا دُعُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِیَحۡكُمَ بَیۡنَهُمۡ أَن یَقُولُوا۟ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [النور ٥١]


والنبي موسى كان له حُكم حيث ورد في القرآن ما يلي:

﴿فَفَرَرۡتُ مِنكُمۡ لَمَّا خِفۡتُكُمۡ فَوَهَبَ لِی رَبِّی حُكۡمࣰا وَجَعَلَنِی مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ﴾ [الشعراء ٢١]

﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَٱسۡتَوَىٰۤ ءَاتَیۡنَـاهُ حُكۡمࣰا وَعِلۡمࣰاۚ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ نَجۡزِی ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [القصص ١٤]


والنبي إبراهيم كان له حُكم حيث ورد في القرآن على لسان إبراهيم ما يلي:

﴿رَبِّ هَبۡ لِی حُكۡمࣰا وَأَلۡحِقۡنِی بِٱلصَّـالِحِینَ﴾ [الشعراء ٨٣]


والنبي يوسف كان له حُكم وعلم حيث يقول الله تعالى:

﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥۤ ءَاتَیۡنَـاهُ حُكۡمࣰا وَعِلۡمࣰاۚ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ نَجۡزِی ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [يوسف ٢٢]


والنبي لوط كان له حُكم وعلم حيث يقول الله تعالى:

﴿وَلُوطًا ءَاتَیۡنَـاهُ حُكۡمࣰا وَعِلۡمࣰا وَنَجَّیۡنَـاهُ مِنَ ٱلۡقَرۡیَةِ ٱلَّتِی كَانَت تَّعۡمَلُ ٱلۡخَبَاىِٕثَۚ إِنَّهُمۡ كَانُوا۟ قَوۡمَ سَوۡءࣲ فَـاسِقِینَ﴾ [الأنبياء ٧٤]


والنبي داود وسليمان كانا يحكمان بين الناس حيث يقول الله تعالى:

﴿وَدَاوُۥدَ وَسُلَیۡمَـانَ إِذۡ یَحۡكُمَانِ فِی ٱلۡحَرۡثِ إِذۡ نَفَشَتۡ فِیهِ غَنَمُ ٱلۡقَوۡمِ وَكُنَّا لِحُكۡمِهِمۡ شَـاهِدِینَ * فَفَهَّمۡنَـاهَا سُلَیۡمَـانَۚ وَكُلًّا ءَاتَیۡنَا حُكۡمࣰا وَعِلۡمࣰاۚ وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلۡجِبَالَ یُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّیۡرَۚ وَكُنَّا فَـاعِلِینَ﴾ [الأنبياء ٧٨، ٧٩]


والقرآن قد أشار إلى أنه من المستحيل على نبيٍ حَكمٍ أن يدعو الناس إلى عبادة نفسه بل إنه يدعو الناس إلى عبادة الله حيث يقول الله تعالى:

﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُؤۡتِیَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَـابَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا۟ عِبَادࣰا لِّی مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن كُونُوا۟ رَبَّـانِیِّـۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَـابَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ﴾ [آل عمران ٧٩]


وليس الأنبياء فقط هم الحَكم بين الناس بل قد يكون الحَكم شخصاً عادياً حيث يقول الله تعالى:

﴿وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَیۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُوا۟ حَكَمࣰا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمࣰا مِّنۡ أَهۡلِهَاۤ إِن یُرِیدَاۤ إِصۡلَاحࣰا یُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَیۡنَهُمَاۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا خَبِیرࣰا﴾ [النساء ٣٥]

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلصَّیۡدَ وَأَنتُمۡ حُرُمࣱۚ وَمَن قَتَلَهُۥ مِنكُم مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤءࣱ مِّثۡلُ مَا قَتَلَ مِنَ ٱلنَّعَمِ یَحۡكُمُ بِهِۦ ذَوَا عَدۡلࣲ مِّنكُمۡ [المائدة ٩٥]


وقد أمرنا الله بأن نكون حكام عادلين حيث يقول الله تعالى:

﴿۞ إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلۡأَمَـانَـاتِ إِلَىٰۤ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم بَیۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُوا۟ بِٱلۡعَدۡلِۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُكُم بِهِۦۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِیعَۢا بَصِیرࣰا﴾ [النساء ٥٨]

ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن المسيح ليس هو الوحيد الحَكم بل هذه الصفة اشترك فيها العديد من الناس غيره بل إن القاضي العادل في المحكمة هو أيضاً حَكم بين الناس لكنه ليس إلهاً؛ أي أن صفة الحَكم ليست شرطاً على الإلوهية.


ثم إن يسوع أشار عدة مرات في الكتاب المقدس على أنه ليس دَيَّان ؛ فمثلاً:

يقول يسوع في  إنجيل يوحنا 8: 15  ما يلي:

[أنتم حسب الجسد تدينون، أما أنا فلست أدين أحداً.]


وقال في إنجيل يوحنا 12: 47 ما يلي:

[وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه، لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم.]


==============

النقطة العشرين:

يزعم المسيحيون أن المسيح إله لأنه شفى الأكمه والأبرص!

وأنا أرد على هذه الحجة السخيفة وأقول:

الكثير من الأنبياء كانت لهم معجزات الشفاء بفضل الله ، والنبي محمد كان له معجزات شفاء المرضى أكثر من المسيح نفسه.

وقد ورد في كتاب (بينات الرسول ومعجزاته) عدة معجزات على يد النبي حين شفى المرضى مثل شفاء ساق سلمة بن الأكوع التي أصيبت في الحرب ، وشفاء ساق عبد الله بن عتيك التي انكسرت  ، وشفاء عين علي بن أبي طالب ، ومسح على رأس حنظلة بن حذيم فكانت بها البركة وكان موضع المسح يشفى الآخرين إذا أصيبوا بورم.


ويقول الشيخ الدكتور/ سعيد بن وهف القحطاني - في كتاب (فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري) ١/‏٥٣٥ — ما يلي:

[أولاً: من معجزات النبي ﷺ: شفاء المرضى والإخبار بالغيوب: دل هذا الحديث على أن من معجزات النبي ﷺ: شفاء المرضى والإخبار بالغيوب: أما معجزة شفاء المرضى فمنها ما فعل رسول الله ﷺ مع علي بن أبي طالب ﵁ في هذا الحديث حيث بصق في عينيه، فشفاه الله عاجلاً على الفور، وهذا يدل على أن الله ﷿ أرسل محمداً ﷺ بالحق، وقد وقع على يديه من شفاء المرضى الوقائع الكثيرة، ذكر هاهنا شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ خمس وقائع شفي المرضى فيها على الفور .

أما إخباره بالغيوب فكثير لا يعد ولا يحصى، ومن ذلك ما أخبر به ﷺ في هذا الحديث بقوله: «لأعطين الراية رجلاً يفتح الله على يديه»، ووقع الفتح على نحو ما أخبر به ﷺ.]


فمعجزات النبي محمد أكثر من معجزات المسيح ، ومع ذلك نحن لا نعبد النبي محمد ، أما المسيحيون الوثنيون فإنهم يعبدون يسوع الإنسان.

وعلى فكرة ، الكتاب المقدس يخبرنا بأن هناك أشخاصاً غير يسوع كانت لهم معجزات شفاء ؛ فمثلاً: 

النبي موسى صنع حية نحاسية وكانت هذه الحية النحاسية تشفي وتُحيي الشخص المسمم بسم الأفاعى المميت.

ورد في سِفر العدد 21: 9 ما يلي:

[فصنع موسى حيةً من نحاس ووضعها على الراية، فكان متى لدغت حيةٌ إنساناً ونظر إلى حية النحاس يحيا.]


============

مقالات أخرى ذات صلة:

الكثير من الناس يخلقون في الكتاب المقدس:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2023/02/blog-post_34.html


2- يسوع ليس كلمة الله بحسب الكتاب المقدس:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2025/10/blog-post_21.html



إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x