كثيراً ما نرى المسيحيين يحاولون إثبات ألوهية يسوع عن طريق الاستشهاد بأن يسوع هو (كلمة الله).
وطبعاً ، المسيحيون يقولون: طالما أن يسوع هو كلمة الله ، إذن يسوع هو الله!!!
🔱 ولكن مهلاً يا عزيزي
✨ هل تعلم أنه لا لا لا يوجد أي نص صحيح صريح في الكتاب المقدس يقول أن يسوع هو كلمة الله؟!
✨ أتكلم معك بجد!
✨ وفي هذه الحلقة ، سأثبت لكم أن الكتاب المقدس لا يحتوي على أي نص صريح يصف يسوع بأنه (كلمة الله).
🔴 أولاً: تعالوا بنا نبدأ برؤيا يوحنا اللاهوتي...
جاء في رؤيا يوحنا - الأصحاح 19:
[11- ثم رأيت السماء مفتوحة ، وإذا فرسُ أبيض والجالس عليه يُدعَى أميناً وصادقاً، وبالعدل يحكم ويحارب.
12- وعيناه كلهيب نار ، وعلى رأسه تيجان كثيرة ، وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو.
13- وهو متسربل بثوب مغموس بدم، ويُدعى اسمه كلمة الله.]
إذا نظرنا إلى النص السابق الموجود في رؤيا يوحنا لوجدنا أن النص يتكلم عن شخص يُلقَب بــ (كلمة الله) ولكن هذا الشخص له اسم لا يعرفه أحد إلا هو ، وبالتالي فإن هذا الشخص مجهول بالنسبة لنا ولا نعرف مَن هو أصلاً.
وأيضاً، سياق هذا النص وسياق هذه الحادثة لم لم لم يذكر اسم (يسوع) صراحةً...
بعض المسيحيين قد يزعمون أن هذا الشخص هو يسوع لأن يسوع سيأتي في آخر الزمان راكباً على السحاب كما يزعمون .... ، وأنا أرد عليهم وأقول:
حسب سِفر رؤيا يوحنا ، فإن هناك العديد من الأشخاص والقديسين الذين سيأتون أيضاً في آخر الزمان ، ومنهم أيضاً مَن سيقف على سحاب السماء ، ولذلك لا لا لا يوجد دليل على أن يسوع هو (كلمة الله) المقصودة في رؤيا يوحنا.
وأنا كنت قد تكلمت عن هذا الموضوع من قبل وسأترك لكم الرابط في نهاية المنشور ☇.
➖➖➖➖➖➖
🔴 ثانياً:
ورد في سفر أعمال الرسل - الأصحاح 19:
[10- وكان ذلك مدة سنتين حتى سمع كلمةَ الربِ يسوعَ جميعُ الساكنين في آسيا من يـهـود ويونانيين.]
بالنسبة للنص السابق ، فإنه محرف ؛ لأن النص الأصلي لا يحتوي على كلمة (يسوع) أصلاً، ولذلك فإننا إذا رجعنا إلى باقي التراجم العربية فسنجدها كالتالي:
* ورد النص في الترجمة العربية المشتركة هكذا:
[ودامت هذه الحال مدة سنتين، حتى سمع جميع سكان آسية من يـهـود ويونانيين كلام الرب.]
* وورد النص في الترجمة اليسوعية هكذا:
[واستمر ذلك منه مدة سنتين، حتى سمع جميع سكان آسية من يـهود ويونانيين كلمة الرب.]
لاحظوا التراجم العربية السابقة لم تذكر كلمة (يسوع)👆
وأيضاً، الترجمة البوليسة والترجمة المبسطة وترجمة الحياة لا يوجد بها كلمة (يسوع)
وكذلك التراجم الإنجليزية المنقحة لا يوجد بها كلمة (يسوع) مثل ترجمة A.S.V و ترجمة R.S.V
بل والكثير من التراجم الإنجليزية الأخرى لا تحتوي على كلمة (يسوع) مثل ترجمة: B.B.E, C.E.V, G.W, I.S.V, M.S.G, N.I.V, N.L.T, R.V, N.R.S.V, Darby, G.N.B, Amp.
وكذلك الترجمات الفرنسية لم تورد كلمة (يسوع) مثل ترجمة: LSG
وإذا رجعنا إلى المخطوطات الأصلية مثل المخطوطة السينائية فلن نجد كلمة (يسوع) أصلاً.
بل إنه ليس من المعقول أن يُذكر (يسوع) هنا؛ لأن هذا النص في سفر الأعمال يحدثنا عن سماع اليـهـود واليونانيين للبشارة علماً بأن يسوع لم يكن موجوداً حينها بل كان قد رحل وترك تلاميذه للتبشير من بعده؛ فسفر أعمال الرسل يتحدث عن حياة الرسل والتلاميذ بعد رحيل يسوع، فكيف سيسمعون من ليس موجوداً؟!
➖➖➖➖➖➖➖
🔴 ثالثاً:
جاء في رسالة يوحنا الأولى - الأصحاح 5: 7 ما يلي
[فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس ، وهؤلاء الثلاثة هم واحد.]
والنص السابق هو نص محرف ☝؛ لأن المخوطات اليونانية القديمة لم تُذكَر عبارة: [الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد] ، فمثلاً - نحن إذا رجعنا إلى المخطوطة السينائية فسنجدها تقول:
7- θεια οτι οι τρειϲ ει ϲιν οι μαρτυρου
8- τεϲ το πνα και το ϋ δωρ και το αιμα και οι τρειϲ ειϲ το
وترجمتها كالتالي:
[الذين يشهدون هم ثلاثة: الروح والماء والدم ، وهؤلاء الثلاثة هم واحد]
أي أن المخطوطات اليونانية القديمة لم تُذكَر: [الآب والكلمة والروح القدس].
وحتى لو افترضنا أن النص السابق غير محرف ، فإنه ليس بدليل على أن يسوع هو (كلمة الله) ؛ لأن النص لم يذكر اسم (يسوع) صراحةً هنا ، ولم يقل لنا صراحةً أن يسوع هو المقصود هاهنا.
وكذلك النص لم يقل: (الآب وكلمة الله والروح القدس)
بل النص المحرف قال: (الآب والكلمة والروح القدس)
وطبعاً هناك فرق كبير بين لقب (الكلمة) ولقب (كلمة الله) ؛ لأن لقب (الكلمة) لوحده ليست دليلاً على الألوهية ؛ فقد تكون (الكلمة) كلمة شيطـان ، وقد تكون كلمة باطلـة ، وقد تكون كلمة بشر .... وهكذا.
وعلى فكرة ، هناك العديد من الأشخاص الآخرين الذين يكونون واحداً مع الآب أيضاً ؛ فمثلاً: الكتاب المقدس يقول على المؤمن أنه واحد مع الآب حيث ورد في رسالة كورنثوس الأولى - الأصحاح 6: 17 ما يلي
[وأما من التصق بالرب فهو روح واحد.]
➖➖➖➖➖➖➖
🔴 رابعاً:
جاء في مقدمة إنجيل يوحنا ما يلي:
[في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله.]
بالنسبة للنص السابق ، فإنه ليس نصاً أصلياً ، بل هذا النص محرف ، وقد تم اختراعه وإدخاله في إنجيل يوحنا فيما بعد. ومن الأدلة على تحريف هذا النص أن البابا تواضروس الثاني يقول في كتابه (مفتاح العهد الجديد| الجزء الأول|صفحة 167) ما يلي:
[ونلاحظ أن إنجيل يوحنا بدون المقدمة (يو 1: 1-18) يبدو كتاباً يـهـودياً ولكن بإضافة المقدمة يتضح أنه يتناسب مع العالم اليوناني ، ولذلك فمن المحتمل أن المقدمة أُضيفَت على العمل الأصلي بعد ذلك لجذب مزيد من القراء ، كذلك الإصحاح الأخير (21) ربما أُضيف بعد انتهاء الكتابة كما يتضح من الآيات الأخيرة في (يو 20: 30 ، 31). هذه الأمور تجعلنا نقول أنه من المحتمل جداً أن هذا الإنجيل قد تكوَّن على عدة مراحل.] انتهى الاقتباس
وبالتالي من خلال ما سبق ، يتضح أن المقدمة ليست من إنجيل يوحنا الأصلي بل تم إضافتها إلى إنجيل يوحنا فيما بعد.
بل الأدهى من ذلك أن المسيحيين بعدما تلاعبوا في إنجيل يوحنا وأضافوا له المقدمة ، فإنهم بعد ذلك قاموا بتحريف هذه المقدمة حيث أننا إذا رجعنا إلى المخطوطات اليونانية القديمة ، فسنجد أن النص لا يقول: [وكان الكلمة الله] ، بل النص يقول: [وكان الكلمة إلهاً]
وهناك فرق كبير بين عبارة [كان الكلمة الله] وعبارة [كان الكلمة إلهاً] ؛ لأن لفظ (إله) في الكتاب المقدس قد يُطلق أيضاً على الأنبياء والقضاة والملائكة ، وليس هذا اللفظ مقصوراً على رب العالمين لوحده ، ويمكنك أن تراجع عدة نصوص في الكتاب المقدس تصف البشر بأنهم آلهة مثل نص (الخروج 7: 1) ، (سِفر المزامير 82: 6).....
وأنا كنت قد تكلمت في منشور مستقل عن تحـريـف المسيحيين لمقدمة إنجيل يوحنا ، وقمت بالرد على تـرقـيـع فريق اللاهوت الدفاعي، وسأترك لكم الروابط بالأسفل ☇....
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
الخاتمة:
✨ إذن من خلال كل ما سبق ، يتضح لنا أن الكتاب المقدس لم يذكر لنا صراحةً أن يسوع هو (كلمة الله) بل كل ما يفعله المسيحيون هو اقتطاع نص من هنا على نص من هناك ثم محاولة إسقاط النصوص على شخصية يسوع حتى وإن كانت تتكلم عن أشخاص آخرين. وقد فعل المسيحيون ذلك مراراً عندما يـحـرفـون نصوص العهد القديم، ونحن قمنا بالرد عليهم فيما يتعلق بالنبؤات المزعومة لدانيال وأشعياء والمزامير وغيرها. (راجعوا منشوراتنا السابقة)
وطبعاً ، أنا أتوقع أن المسيحي عندما يعجز ويفـلـس في إثبات كون أن يسوع هو (كلمة الله) ، فإن هذا المسيحي المفـلـس سيلجأ إلى القرآن الكريم لمحاولة إثبات كون يسوع هو (كلمة الله)..... ، ولذلك أنا أرد عليه وأقول:
1- هل عجز دينك أيها المسيحي عن إثبات ذاته فلجأت إلى دين غيرك؟!
2- ماذا ستفعل أيها المسيحي عندما تحاور ملـحـداً أو هندوسياً ، هل ستقول له أن القرآن يقول كذا وكذا؟!
3- أيها المسيحي ، طالما أنك ستحتكم إلى القرآن الكريم في قضية (كلمة الله)، إذن ينبغي عليك أن تخـضـع لشروط وتفسيرات معاني القرآن الكريم وليس أن تفسر القرآن الكريم على مزاجك.
4- ماذا ستفعل أيها المسيحي إذا خاطبك أحد اليونانيين في القرن الرابع الميلادي حول لقب (كلمة الله) ، هل ستقول له أن القرآن يقول كذا وكذا ...؟!
🔔 وهناك سؤال سـخـيـف يأتي إلينا من بعض المسيحيين حيث أنهم يقولون: إذا كان الكتاب المقدس لم يقل أن يسوع هو (كلمة الله) ، فلماذا قال القرآن أن المسيح هو (كلمة الله)؟!
وأنا أرد على هذا السؤال وأقول:
1- نحن كمسلمين لا نؤمن بالكتاب المقدس الحالي كحجة علينا.
2- القرآن الكريم ليس مبنياً على الكتاب المقدس بل هما كتابان منفصلان ودينان منفصلان ، ولذلك فإن الكتاب المقدس ليس بحجة على القرآن الكريم.
3- العهد الجديد ذكر أشياءً غير موجودة في العهد القديم أو التوراة ، فهل العهد الجديد خطأ حسب منطقك أيها المسيحي؟!
4- القرآن الكريم ذكر أشياءً أخرى غير موجودة في الكتاب المقدس مثل: قصة النبي صالح وغيرهم..... ؛ فالله يفعل ما يشاء.
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
مقالات أخرى ذات علاقة:
1- تحريف المسيحيين لمقدمة إنجيل يوحنا:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2021/03/blog-post_44.html
2- هناك أشخاص غير المسيح سيأتون في آخر الزمان ويقفون على سحاب السماء:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/05/blog-post_24.html
3- الرد على ترقيع فريق اللاهوت الدفاعي حول عبارة (وكان الكلمة الله):
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/07/blog-post_8.html
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
لا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋👋👋