الرد على شبهة وصف المرأة بالعورة وهل المرأة تنقض الوضوء وهل المرأة سفيهة في الإسلام

الرد على الشبهات حول المرأة في الإسلام: هل لمس المراة ينقض الوضوء كالغائط وهل القرآن وصف المرأة بأنها سفيهة وهل يجب على المرأة أن تلبس الأسود دائماً

في هذا المقال ، سوف نرد على بعض الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام حول مكانة المرأة في الإسلام

الشبهة الأولى:

يزعم أعداء الإسلام أن الإسلام احتقر المرأة لأنه يصف المرأة بالعورة

الرد على هذه الشبهة السخيفة:

وصف (العورة) ليس احتقاراً للمرأة ، بل هذا الوصف يُطلَق على ما يتوجب على الإنسان ستره عن الأنظار. ونظراً لأن جسد المرأة شيء ثمين فاتن ، وَجَبَ عليها أن تستر جسدها عن أنظار أصحاب الشهوات وألا تجعل من جسدها شيئاً رخيصاً للناظرين.

وكذلك تُستخدَم كلمة (عورة) مع الرجل للإشارة إلى الأجزاء التي ينبغي على الرجل سترها عن الأنظار مثل أعضائه التناسلية أو مؤخرته أو نحو ذلك.

وقال الدكتور/ أحمد مختار عمر - في كتاب (معجم اللغة العربية المعاصرة) ٢/‏١٥٧٥ — ما يلي:

[عَورة الإنسان: كلُّ ما يستره حياءً من ظهوره]


وقال الدكتور/ محمد رواس قلعجي - في (معجم لغة الفقهاء) ١/‏٣٢٤ — ما يلي:

[العورة: جمعها: عورات، وهي كل أمر يُستحيا منه، وما أوجب الشارع ستره من الذكر والأنثى]


وقال العلَّامة اللغوي/ ابن سيده - في كتاب (المحكم والمحيط الأعظم) ٢/‏٣٤٤ — ما يلي:

[والعَوْرَةُ: كل مُمكن للستر.]


وقال الأستاذ/ سعدي أبو جيب - في كتاب (القاموس الفقهي) ١/‏٢٦٧ — ما يلي: 

[العورة : كل ما يستره الإنسان استنكافاً أو حياءً.]


وقال بطال الركبي في كتاب (النظم المستعذب) ١/‏٧٠ — ما يلي:

[الْعَوْرَةُ: كُلُّ مَا يُستحْيَا مِنْ كَشْفِهِ]

والخلاصة أن كلمة (عورة) تُستخدَم مع الرجل والمرأة على حد سواء ، ويُقصَد بها أجزاء الجسد التي يتوجب على الإنسان سترها عن الأنظار.

والمراة العفيفة ذات الحياء عليها أن تستر جسدها الثمين عن الأنظار.

===========

الشبهة الثانية:

يزعم أعداء الإسلام أن الإسلام احتقر المرأة لأنه ينص على أن لمس المرأة للرجل ينقض وضوءه كالغائط...

وأنا أرد على هذا الهراء وأقول:

أولاً: 

كلمة (الغائط) في اللغة العربية لا تعني الخراء أو البراز بل تعني الأرض الواسعة التي يختلي فيها الشخص، وكلمة (الغائط) هي نفسها كلمة الغيط التي يرددها الفلاحون على لسانهم. وأنا كنت قد تكلمت عن هذه النقطة بالتفصيل وسأترك لكم الرابط في النهاية.

ثانياً:

بالنسبة للرجل الذي يلمس امرأة بدون قصد الشهوة ، فإن غالبية فقهاء الإسلام أفتوا بأنه حرام على المرأة أن تمس رجلاً غريباً وكذلك حرام على الرجل أن يمس امرأة غريبة، ولكن مس الرجل للمرأة أو مس المرأة للرجل ليس له علاقة بنقض الوضوء، فمثلاً: إذا مس رجلُ امرأةً غريبة عنه أو إذا مست المرأةُ رجلاً غريباً عنها فإن الوضوء لن يزول ولكن هذا المس يظل حراماً. وهذه هي فتوى غالبية فقهاء الإسلام ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية قديماً، والشيخ ابن باز وابن عثيمين وعلماء اللجنة الدائمة حديثاً.

وأما بالنسبة لبعض الفقهاء مثل الشافعية الذين أفتوا بنقض الوضوء ، فإنهم أفتوا بأن نقض الوضوء شيء يشترك فيه الرجل والمرأة ولا اختلاف بينهما؛ فالرجل إذا كان متوضأً ولمسته امرأة غريبة عنه فإنه وضوء الرجل انتهى ويحتاج حينها إلى إعادة الوضوء مرة أخرى، وكذلك المرأة إذا كانت متوضأة ولمسها رجل غريب عنها فإن وضوءها انتهى وتحتاج إلى إعادة الوضوء... وبالتالي فإن هذا الأمر يتساوى فيه الرجل والمرأة على حد سواء وليس هنا أي تفضيل للرجل على المرأة.

يقول الإمام النووي في كتاب (المجموع شرح المهذب) - طبعة المنيرية ٢/‏٢٦ — ما يلي:

[إذَا الْتَقَتْ بَشَرَتَا رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ تُشْتَهَى انْتَقَضَ وُضُوءُ اللَّامِسِ مِنْهُمَا سَوَاءٌ كَانَ اللَّامِسُ الرَّجُلَ أَوْ الْمَرْأَةَ...]

فالخلاصة أن الرأي السائد في الفقه هو أن لمس الرجل لامرأة غريبة أو لمس المرأة لرجل غريب ليس له علاقة بنقض الوضوء ولكن هذا اللمس يظل فعلاً مُحرَّماً.

أما الشافعية فأشاروا إلى أن لمس الرجل لامرأة غريبة أو لمس المرأة لرجل غريب  ينقض الوضوء ، وكلاهما يتساويان في الأمر مع كون اللمس حراماً أيضاً.

ومن هنا ، يتضح أن الإسلام لا يظلم المرأة ولا يعتبرها كائناً حقيراً عن الرجل كما يزعم أعداء الإسلام.


===============

الشبهة الثالثة:

يزعم أعداء الإسلام أن الإسلام احتقر المرأة لأنه سمح بزواجها وهي في سن صغيرة...

وأنا أرد على هذا الهراء وأقول:

الإسلام لا يَحرِم الإنسان من حقوقه الشرعية التي منحها الله ؛ فكل إنسان له الحق في الزواج متى أراد بشرط أن يكون قادراً على تحمل المسؤولية وأن يكون واعياً لما يفعله وألا يكون مُجبَراً على ما يفعله. ومثلما أن للبنت الحق في الزواج في أي سن يناسبها ، فكذلك للفتى الحق في الزواج عند أي سن يناسبه حتى لو كان مراهقاً.

لكن المشكلة في عصرنا أن العلمانية سيطرت على عقول الناس وخدعتها ؛ فحَرَّم العلمانجية الزواج المبكر وعمل العلمانجية على شيطنة الزواج المبكر لدرجة أن الفتيان والفتيات اليوم أصبحوا يزنون وهم في الإعدادية وأصبح المراهقون يقفون على نواصي الشوارع يتحرشون بالبنات.

افتح الانترنت بنفسك وابحث وستعلم صدق كلامي.

مثلاً: في اليابان ، يبيح القانون العلماني للبنت أن تمارس الزنا وهي في سن 13 سنة ، ولكن القانون يمنعها من الزواج إلى حين أن تبلغ سن 18 سنة!!!

ونفس هذه المهزلة تنطبق على الكثير من الدول الأوروبية ؛ فمثلاً: في فرنسا يبيح القانون للبنت أن تمارس الزنا وهي في سن 15 سنة ، ولكنه يمنعها من الزواج إلى حين أن تبلغ سن 18 سنة!!!


=============

الشبهة الرابعة:

يزعم أعداء الإسلام أن الإسلام احتقر المرأة لأنه جعلها تلبس السواد أثناء حياتها وأن تلبس الأبيض بعد موتها 

وأنا أرد على هذا الهراء وأقول:

بالنسبة للمَلبس الأسود ، فإن الإسلام لم يجبر المرأة على لون معين بل يمكن للمرأة أن تلبس أي لون سواء كان أسوداً أو أزرقاً أو أبيضاً أو أخضراً.

وأما بالنسبة لِما بعد الموت ، فإن المسلم سواء كان رجلاً أو امرأة يُلَف بكفن أبيض اللون كإشارة للطهارة والنور والنعيم، والنبي نفسه كان كفنه أبيضاً.

===============

الشبهة الخامسة:

يزعم أعداء الإسلام أن الإسلام احتقر المرأة لأن القرآن وصفها بالسفيهة! 

وأنا أرد على هذا الهراء وأقول:

لا توجد أي آية قرآنية تصف المرأة بأنها سفيهة...

وحتى الآية القرآنية التي يستدل بها أعداء الإسلام تقول:

﴿وَلَا تُؤۡتُوا۟ ٱلسُّفَهَاۤءَ أَمۡوَا⁠لَكُمُ ٱلَّتِی جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ قِیَـامࣰا وَٱرۡزُقُوهُمۡ فِیهَا وَٱكۡسُوهُمۡ وَقُولُوا۟ لَهُمۡ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰا﴾ [النساء ٥]

هذه الآية لم تذكر المرأة أصلاً بل هي تتكلم عن السفهاء بشكل عام بغض النظر عن جنس السفيه سواء كان ذكراً أم أنثى ، أو سِنه صغيراً أم كبيراً....

وأنت إذا نظرت إلى الآية القرآنية فستجدها ذكرت كلمة (السفهاء) وليس (السفيهات)، وستلاحظ ان الآية تقول: (ارزقوهم)، (اكسوهم)، (قولوا لهم)؛ فالآية استخدمت الضمير (هم) وليس (هن)، وهذا يعني أن الآية تتكلم بشكل عام وليس عن النساء تحديداً.

وكلمة (السفهاء) جمع تكسير يُستخدَم للإشارة إلى الذكور والإناث على حد سواء. أما كلمة (السفيهات) فهي جمع مؤنث سالم وتُطلَق على الإناث فقط.

والآية القرآنية لم تستخدم كلمة (السفيهات) بل استخدمت كلمة (السفهاء).

ولذلك نلاحظ أن الإمام أبا جعفر الطبري قد أشار إلى أن التفسير الصحيح لكلمة (السفهاء) هو أي سفيه بغض النظر عن جنسه أو سِنه.

يقول أبو جعفر الطبري في تفسيره للآية: 

[والصواب من القول في تأويل ذلك عندنا، أن الله جل ثناؤه عَمَّ بقوله: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم}، فلم يخصص سفيهًا دون سفيه. فغير جائز لأحد أن يُؤتي سفيهًا ماله، صبيًا صغيرًا كان أو رجلا كبيرًا، ذكرًا كان أو أنثى.]


وذكر الإمام/ ابن عطية في كتاب (المحرر الوجيز) ما يلي:

[آية ﴿وَلا تُؤْتُوا السُفَهاءَ أمْوالَكُمُ﴾، قالَ أبُو مُوسى الأشْعَرِيُّ والطَبَرِيُّ وغَيْرُهُما: نَزَلَتْ في كُلِّ مَنِ اقْتَضى الصِفَةَ كانَ مَن كانَ، وقَوْلُ مَن خَصَّها بِالنِساءِ يَضْعُفُ مِن جِهَةِ الجَمْعِ، فَإنَّ العَرَبَ إنَّما تَجْمَعُ فَعَيْلَةً عَلى فَعائِلَ أو فَعِيلاتٍ.]

المقصود من الكلام السابق أن صفة (السفهاء) تُطلق على أي سفية كائناً مَن كان ، وأما بالنسبة لرأي مَن يخصصون هذه الصفة بالنساء فإن هذا الرأي ضعيف نظراً لصيغة الجمع التي وردت في الآية ؛ فالآية استخدمت صيغة الجمع (السفهاء) وليس (السفيهات)

وقد استخدم القرآن كلمة (السفهاء) في عدة مواضع أخرى ولم يفرق فيها بين رجل وامرأة حيث قال الله تعالى:

﴿۞ سَیَقُولُ ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّاهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِی كَانُوا۟ عَلَیۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَاطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ﴾ [البقرة ١٤٢]

﴿وَٱخۡتَارَ مُوسَىٰ قَوۡمَهُۥ سَبۡعِینَ رَجُلࣰا لِّمِیقَـاتِنَاۖ فَلَمَّاۤ أَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ قَالَ رَبِّ لَوۡ شِئۡتَ أَهۡلَكۡتَهُم مِّن قَبۡلُ وَإِیَّـٰیَۖ أَتُهۡلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَّاۤۖ إِنۡ هِیَ إِلَّا فِتۡنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاۤءُ وَتَهۡدِی مَن تَشَاۤءُۖ أَنتَ وَلِیُّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۖ وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلۡغَـافِرِینَ﴾ [الأعراف ١٥٥]

﴿وَإِذَا قِیلَ لَهُمۡ ءَامِنُوا۟ كَمَاۤ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوۤا۟ أَنُؤۡمِنُ كَمَاۤ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَاۤءُ أَلَاۤ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَاۤءُ وَلَـٰكِن لَّا یَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة ١٣]


================

مقالات أخرى ذات صلة:

1- الرد على شبهة: ناقصات عقل ودين وأن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2025/03/blog-post_24.html


2- الرد على شبهة: [لولا حواء ما خانت أنثى زوجها]

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2022/12/blog-post_18.html


3- الرد على شبهة حديث أن المرأة تُقبِل في صورة شيطان وتُدبِر في صورة شيطان

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2024/06/blog-post_16.html


4- ما معنى كلمة (الغائط):

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2024/06/blog-post_90.html



إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا
حقوق النشر © درب السعادة 🥀 جميع الـمواد متاحـة لك
x